صفحة جزء
( برد ) الباء والراء والدال أصول أربعة : أحدها خلاف الحر ، والآخر السكون والثبوت ، والثالث الملبوس ، والرابع الاضطراب والحركة . وإليها ترجع الفروع .

فأما الأول فالبرد خلاف الحر . يقال : برد فهو بارد ، وبرد الماء حرارة جوفي يبردها . قال :

[ ص: 242 ]

وعطل قلوصي في الركاب فإنها ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا

ومنه قول الآخر :


لئن كان برد الماء حران صاديا     إلي عجيبا إنها لعجيب

وبردت عينه بالبرود . والبردة : التخمة . وسحاب برد : إذا كان ذا برد . والأبردان : طرفا النهار . قال :


إذا الأرطى توسد أبرديه     خدود جوازئ بالرمل عين

ويقال : البردان . ويقال للسيوف البوارد ، قال قوم : هي القواتل ، وقال آخرون : مس الحديد بارد . وأنشد :


وأن أمير المؤمنين أغصني     مغصهما بالمرهفات البوارد

ويقال : جاءوا مبردين ، أي : جاءوا وقد باخ الحر .

[ ص: 243 ] وأما الأصل الآخر فالبرد النوم . قال الله تعالى : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا . وقال الشاعر :


فإن شئت حرمت النساء عليكم     وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا

ويقال : برد الشيء : إذا دام . وأنشد أبو عبيدة :


اليوم يوم بارد سمومه     من جزع اليوم فلا تلومه

بارد بمعنى دائم . وبرد لي على فلان من المال كذا ، أي : ثبت . وبرد في يدي كذا ، أي : حصل . ويقولون برد الرجل : إذا مات . فيحتمل أن يكون من هذا ، وأن يكون من الذي قبله .

وأما الثالث فالبرد ، معروف . قال :


وإني لأرجو أن تلف عجاجتي     على ذي كساء من سلامان أو برد

وبردا الجرادة : جناحاها .

والأصل الرابع بريد العساكر; لأنه يجيء ويذهب . قال :


خيال لأم السلسبيل ودونها     مسيرة شهر للبريد المذبذب

ومحتمل أن يكون المبرد من هذا ، لأن اليد تضطرب به إذا أعمل .

التالي السابق


الخدمات العلمية