صفحة جزء
( باب الظاء والفاء وما يثلثهما )

( ظفر ) الظاء والفاء والراء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على القهر والفوز والغلبة ، والآخر على قوة في الشيء . ولعل الأصلين يتقاربان في القياس .

[ ص: 466 ] فالأول : الظفر ، وهو الفلج والفوز بالشيء . يقال : ظفر يظفر ظفرا . والله تعالى أظفره . وقال تعالى : من بعد أن أظفركم عليهم . ورجل مظفر . ‏

والأصل الآخر : الظفر ظفر الإنسان . ويقال : ظفر في الشيء ، إذا جعل ظفره فيه . ورجل أظفر ، أي طويل الأظفار ، كما يقال : أشعر أي طويل الشعر . ويقال للمهين : هو كليل الظفر . وهذا مثل . قال طرفة :


لا كليل دالف من هرم أرهب الليل ولا كل الظفر

‏ ويقال : ظفر النبت تظفيرا ، إذا طلع . وذاك أن يطلع منه كالأظفار بقوة . وأما قولهم في الجليدة تغشى العين : ظفرة ، فذلك على طريق التشبيه . ويقال : ظفرت العين ، إذا كان بها ظفرة . قال أبو عبيد : وهي التي يقال لها : ظفر . ‏

ومن الباب ظفر القوس ، وهما الجزءان اللذان يكون فيهما الوتر في طرفي سيتي القوس . وربما قالوا : الظفرة ما اطمأن من الأرض وأنبت . وهذا أيضا تشبيه . والأظفار : كواكب صغار ، وهي على جهة الاستعارة . فأما ظفار ، وهي مدينة باليمن ، فممكن [ أن تكون ] من بعض ما ذكرناه ، والنسبة إليها ظفاري . والله أعلم . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية