صفحة جزء
ومن الباب : هذا أمر ظاهر عنك عاره . أي زائل ، كأنه إذا زال فقد صار وراء ظهرك . وقال أبو ذؤيب :


وعيرها الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

ويقولون : إن الظهرة : متاع البيت . وأحسب هذه مستعارة من الظهر أيضا ; لأن الإنسان يستظهر بها ، أي يتقوى ويستعين على ما نابه . والظاهرة : أن ترد الإبل كل يوم نصف النهار . ويقولون : سلكنا الظهر : يريدون طريق البر ، وذلك لظهوره وبروزه . ويقولون : جاء فلان في ظهرته وناهضته ، أي قومه . وإنما سموا ظهرة لأنه يتقوى بهم . وقريش الظواهر سموا بذلك لأنهم ينزلون ظاهر مكة . قال :


قريش البطاح لا قريش الظواهر

وأقران الظهر : الذين يجيئون من ورائك . وحكى ابن دريد : " تظاهر القوم ، إذا تدابروا ، وكأنه من الأضداد " .

[ ص: 473 ] وهذا المعنى الذي ذكره ابن دريد صحيح ; لأنه أراد أن كل واحد منهما أدبر عن صاحبه ، وجعل ظهره إليه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية