صفحة جزء
( عز ) العين والزاء أصل صحيح واحد ، يدل على شدة وقوة وما ضاهاهما ، من غلبة وقهر . قال الخليل : " العزة لله جل ثناؤه ، وهو من العزيز . ويقال : عز الشيء حتى يكاد لا يوجد " . وهذا وإن كان صحيحا فهو بلفظ آخر أحسن ، فيقال : هذا الذي لا يكاد يقدر عليه . ويقال عز الرجل بعد ضعف وأعززته أنا : جعلته عزيزا . واعتز بي وتعزز . قال : ويقال عزه [ ص: 39 ] على أمر يعزه ، إذا غلبه على أمره . وفي المثل : " من عز بز " ، أي من غلب سلب . ويقولون : " إذا عز أخوك فهن " ، أي إذا عاسرك فياسره . والمعازة : المغالبة . تقول : عازني فلان عزازا ومعازة فعززته : أي غالبني فغلبته . وقال الشاعر يصف الشيب والشباب :


ولما رأيت النسر عز ابن دأية وعشش في وكريه جاشت له نفسي



قال الفراء : يقال عززت عليه فأنا أعز عزا وعزازة ، وأعززته : قويته ، وعززته أيضا . قال الله - تعالى - : فعززنا بثالث . قال الخليل : تقول : أعززت بما أصاب فلانا ، أي عظم علي واشتد .

ومن الباب : ناقة عزوز ، إذا كانت ضيقة الإحليل لا تدر إلا بجهد . يقال : قد تعززت عزازة . وفي المثل : " إنما هو عنز عزوز لها در جم " . يضرب للبخيل الموسر . قال : ويقال عزت الشاة تعز عزوزا ، وعززت أيضا عززا فهي عزوز ، والجمع عزز . ويقال استعز على المريض ، إذا اشتد مرضه . قال الأصمعي : رجل معزاز ، إذا كان شديد المرض; واستعز به المرض . وفي الحديث : " أن النبي - عليه الصلاة والسلام - لما قدم المدينة نزل على كلثوم بن الهدم وهو شاك ، فأقام عنده ثلاثا ، ثم استعز بكلثوم - أي مات - فانتقل إلى سعد [ ص: 40 ] ابن خيثمة " . ورجل معزوز ، أي اجتيح ماله وأخذ . ويقال استعز عليه الشيطان ، أي غلب عليه وعلى عقله . واستعز عليه الأمر ، إذا لج فيه . قال الخليل : العزازة : أرض صلبة ليست بذات حجارة ، لا يعلوها الماء . قال :


من الصفا العاسي ويدعسن الغدر     عزازه ويهتمرن ما انهمر



ويقال العزاز : نحو من الجهاد ، أرض غليظة لا تكاد تنبت وإن مطرت ، وهي في الاستواء . قال أبو حاتم : ثم اشتق العزاز من الأرض من قولهم : تعزز لحم الناقة ، إذا صلب واشتد .

قال الزهري : كنت أختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أكتب عنه ، فكنت أقوم له إذا دخل أو خرج ، وأسوي عليه ثيابه إذا ركب ، ثم ظننت أني قد استفرغت ما عنده ، فخرج يوما فلم أقم إليه ، فقال لي : " إنك بعد في العزاز فقم " ، أراد : إنك في أوائل العلم والأطراف ، ولم تبلغ الأوساط . قال أبو حاتم : وذلك أن العزاز تكون في أطراف الأرض وجوانبها ، فإذا توسطت صرت في السهولة .

قال أبو زيد : أعززنا : صرنا في العزاز . قال الفراء ، أرض عزاء للصلبة ، مثل العزاز . ويقال استعز الرمل وغيره ، إذا تماسك فلم ينهل . وقال رؤبة :

[ ص: 41 ]

بات إلى أرطاة حقف أحقفا     متخذا منها إيادا هدفا
إذا رأى استعزازه تعففا



ومن الباب : العزاء : السنة الشديدة . قال :


ويعبط الكوم في العزاء إن طرقا



والعز من المطر : الكثير الشديد; وأرض معزوزة ، إذا أصابها ذلك . أبو عمرو : عز المطر عزازة . قال ابن الأعرابي : يقال أصابنا عز من المطر ، إذا كان شديدا . قال : ولا يقال في السيل . قال الخليل : عزز المطر الأرض : لبدها ، تعزيزا . ويقال إن العزازة دفعة تدفع في الوادي قيد رمح . قال ابن السكيت : مطر عز ، أي شديد . قال : ويقال هذا سيل عز ، وهو السيل الغالب .

ومن الباب : العزيزاء من الفرس : ما بين عكوته وجاعرته . قال ثعلبة الأسدي :


أمرت عزيزاه ونيطت كرومه     إلى كفل راب وصلب موثق


الكروم : جمع كرمة ، وهي رأس الفخذ المستدير كأنه جونة . والعزيزاء ممدود ، ولعل الشاعر قصرها للشعر ، والدليل على أنها ممدودة قولهم في التثنية [ ص: 42 ] عزيزاوان . ويقال هما طرفا الورك . والعزى : تأنيث الأعز ، والجمع عزز . ويقال العزان : جمع عزيز ، والذلان : جمع ذليل . يقال أتاك العزان . ويقولون : " أعز من بيض الأنوق " ، و " أعز من الأبلق العقوق " ، و " أعز من الغراب الأعصم " و " أعز من مخة البعوض " . وقال الفراء : يقال عز علي كذا ، أي اشتد . ويقولون : أتحبني ؟ فيقول : لعز ما ، أي لشد ما .

التالي السابق


الخدمات العلمية