صفحة جزء
( عض ) العين والضاد أصل واحد صحيح ، وهو الإمساك على الشيء بالأسنان . ثم يقاس منه كل ما أشبهه ، حتى يسمى الشيء الشديد والصلب والداهي بذلك .

فالأول العض بالأسنان يقال : عضضت أعض عضا وعضيضا ، فأنا عاض . وكلب عضوض ، وفرس عضوض . وبرئت إليك من العضاض . وأكثر ما يجيء العيوب في الدواب على الفعال ، نحو الخراط والنفار ، ثم يحمل على ذلك فيقال : عضضت الرجل ، إذا تناولته ، بما لا ينبغي . قال النضر : يقال : ليس لنا عضاض أي ما يعض ، كما يقال مضاغ لما يمضغ .

ابن الأعرابي : ما ذقت عضاضا ، أي شيئا يؤكل . قال أهل اللغة : يقال : هذا زمن عضوض ، أي شديد كلب . قال :

[ ص: 49 ]

إليك أشكو زمنا عضوضا من ينج منه ينقلب حريضا



ويقولون : ركية عضوض ، إذا بعد قعرها وشق على الساقي الاستسقاء منها . قال :


أبيت على الماء العضوض كأنني     رقوب وما ذو سبعة برقوب



وقوس عضوض : لازق وترها بكبدها . قال الخليل : العض : الرجل السيئ الخلق المنكر . قال :


ولم أك عضا في الندامى ملوما



ويقال : العض : الداهية . يقال : هو عض ما يفلت منه شيء; وهو الشحيح ، الذي يقع بيده شيء فيعض عليه . وإنه لعض شر ، أي صاحبه . قال أبو زيد : فلان عض سفر وعض مال ، إذا كان قويا عليه مجربا له . وقد عض بماله يعض به عضوضا . قال الفراء : رأيت رجلا عضا ، أي ماردا ، وامرأة عضة أيضا . وهذا عض هذا ، أي حتنه وقرنه . ويقال إن العض : الداهي من الرجال . وينشد فيه :


أحاديث من عاد وجرهم جمة     يثورها العضان زيد ودغفل



[ ص: 50 ] ومما شذ عن هذا الأصل إن كان صحيحا ، يقولون : العضاض : عرنين الأنف . وينشدون :


وألجمه فأس الهوان فلاكه     وأغضى على عضاض أنف مصلم



فأما ما جاء على هذا من ذكر النبات فقد قلنا فيه ما كفى ، إلا أنهم يقولون : إن العض ، مضموم : علف أهل القرى والأمصار ، وهو النوى والقت ونحوهما . قال الأعشى :


من سراة الهجان صلبها الع     ض ورعى الحمى وطول الحيال



وقال الشيباني : العض : العلف . ويقال بل العض الطلح والسمر والسلم ، وهي العضاه . قال الفراء : أعض القوم فهم معضون ، إذا رعوا العضاه . وأنشد :


أقول وأهلي مؤركون وأهلها     معضون إن سارت فكيف أسير



وإنما جاز ذلك لما كان العضاه من الشجر لا العشب صارت الإبل مادامت مقيمة فهي بمنزلة المعلوفة في أهلها النوى وشبهه . وذلك أن العض علف الريف من النوى والقت . قال : ولا يجوز أن يقال من العضاه معض إلا على هذا التأويل . والأصل في المعض أنه الذي تأكل إبله العض . وقال بعضهم : العض ، بكسر العين ، العضاه . ويقال بعير غاض ، إذا كان يعلفه أو يرعاه . قال :

[ ص: 51 ]

والله ما أدري وإن أوعدتني     ومشيت بين طيالس وبياض
أبعير عض وارم ألغاده     شثن المشافر أم بعير غاض



قال أبو عمرو : العض : الشعير والحنطة . ومعنى البيت أن العض علف الأمصار ، والغضى علف البادية . يقول : فلا أدري أعربي أم هجين .

ومما يعود إلى الباب الأول العضوض من النساء : التي لا يكاد ينفذ فيها عضو الرجل . ويقال : إنه لعضاض عيش ، أي صبور على الشدة . ويقال ما في هذا الأمر معض ، أي مستمسك .

وقال الأصمعي : يقال في المثل : " إنك كالعاطف على العاض " . وأصل ذلك أن ابن مخاض أتى أمه يريد أن يرضعها; فأوجع ضرعها فعضته ، فلم ينهه ذلك أن عاد . يقال ذلك للرجل يمنع فيعود .

التالي السابق


الخدمات العلمية