صفحة جزء
( عند ) العين والنون والدال أصل صحيح واحد يدل على مجاوزة وترك طريق الاستقامة . قال الخليل : عند الرجل ، وهو عاند ، يعند عنودا ، إذا عتا وطغى وجاوز قدره . ومنه المعاندة ، وهي أن يعرف الرجل الشيء ، ويأبى أن يقبله . يقال : عند فلان عن الأمر ، إذا حاد عنه . والعنود من الإبل : الذي لا يخالط الإبل ، إنما هو في ناحية . قال :


وصاحب ذي ريبة عنود بلد عني أسوأ التبليد



ويقال : رجل عنود ، إذا كان وحده لا يخالط الناس . وأنشد :


ومولى عنود ألحقته جريرة     وقد تلحق المولى العنود الجرائر



قال : وأما العنيد ، فهو من التجبر ، لذلك خالفوا بين العنيد ، والعنود ، والعاند . ويقال للجبار العنيد : لقد عند عندا وعنودا .

قال الخليل : العرق العاند : الذي يتفجر منه الدم فلا يكاد يرقأ . تقول : عند عرقه .

قال ابن دريد : طريق عاند ، أي مائل . وناقة عنود ، إذا تنكبت الطريق من نشاطها وقوتها . قال الراجز :


إذا ركبتم فاجعلوني وسطا     إني كبير لا أطيق العندا



[ ص: 154 ] ما عنه عندد : أي ما منه بد ، فهذا من الباب . تفسير ما عنه عندد ، أي ما عنه ميل ولا حيدودة . قال جندل :


ما الموت إلا منهل مستورد     لا تأمننه ليس عنه عندد



ويقال : أعند في قيئه ، إذا لم ينقطع . قال يعقوب : عرق عاند قد عند يعند دمه ، أي يأخذ في شق . قال :


وأي شيء لا يحب ولده     حتى الحبارى ويدف عنده



أي ناحية منه يراعيه . ويقال : استعند البعير ، إذا غلب قائده على الزمام فجره . ومن الباب مثل من أمثالهم : " إن تحت طريقته لعندأوة " . الطريقة : اللين . يقال : إن تحت ذلك اللين لعظمة وتجاوزا وتعديا .

فأما قولهم : زيد عند عمرو ، فليس ببعيد أن يكون من هذا القياس ، كأنه قد مال عن الناس كلهم إليه حتى قرب منه ولزق به .

التالي السابق


الخدمات العلمية