صفحة جزء
( عنك ) العين والنون والكاف أصلان : أحدهما لون من الألوان . والآخر ارتباك في الأمر واستغلاق في الشيء .

فالأول : العانك ، قال الخليل : هو لون من الحمرة; يقال دم عانك . قال :


أو عانك كدم الذبيح مدام



[ ص: 165 ] وغيره برواية : " أو عاتق " . وقال : عرق عانك ، إذا كان في لونه حمرة . قال ذو الرمة :


على أقحوان في حناديج حرة     يناصي حشاها عانك متكاوس


والأصل الآخر : المعتنك من الإبل : الذي إذا اشتد عليه الرمل برك وحبا عليه . قال :


أوديت إن لم تحب حبو المعتنك



قال ابن الأعرابي : يقال اعتنك البعير ، إذا مشى في رمل عانك ، أي كثير ، فهو لا يقدر على المشي فيه إلا أن يحبو . وأنشد هذا البيت . ومعناه : إن لم تحمل لي على نفسك حمل هذا البعير على نفسه في الرمل فقد هلكت .

ومن الباب العنك ، قال الخليل : وهو الباب . وقال ابن دريد : عنكت الباب وأعنكته ، أي أغلقته ، لغة يمانية . وهذا يصحح ما ذكرناه من قياس هذا الأصل الثاني .

ومما يقرب من هذا العنك من الليل ، وهي سدفة منه . وذلك أن الظلمة كأنها تسد باب الضوء . والكلمة صحيحة ، أعني أن العنك الظلمة . وأنشد :


وفتيان صدق قد بعثت بجهمة     من الليل لولا حب ظمياء عرسوا
فقاموا كسالى يلمسون وخلفهم     من الليل عنك كالنعامة أقعس


[ ص: 166 ] ومما يقرب من هذا إن صح شيء ذكره يونس ، قال : عنك اللبن ، إذا خثر .

التالي السابق


الخدمات العلمية