( عتب ) العين والتاء والباء أصل صحيح ، يرجع كله إلى الأمر فيه بعض الصعوبة من كلام أو غيره . من ذلك العتبة ، وهي أسكفة الباب ، وإنما سميت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئن السهل . وعتبات الدرجة : [ مراقيها ] ، كل مرقاة من الدرجة عتبة . ويشبه بذلك العتبات تكون في الجبال ، والواحدة عتبة ، وتجمع أيضا على عتب . وكل شيء جسا وجفا فهو يشتق له هذا اللفظ ، يقال فيه عتب ، إذا اعتراه ما يغيره عن الخلوص . قال :
[ ص: 226 ] فما في حسن طاعتنا ولا في سمعنا عتب
وقال في وصف سيف :
مجرب الوقع غير ذي عتب
أي غير ملتو عن الضريبة ولا ناب عنها .
ويقولون : حمل فلان على عتبة كريهة وعتب كريه من بلاء وشر .
قال
المتلمس :
يعلى على العتب الكريه ويوبس
ويقال للفحل المعقول أو الظالع إذا مشى على ثلاث قوائم كأنه يقفز : عتب عتبانا . قال
الخليل : وهذا تشبيه ، كأنه يمشي على عتبات الدرجة فينزو من عتبة إلى عتبة . ويقال عتب لنا عتبة ، أي اتخذها .
ومن الباب ، وهو القياس الصحيح : العتب : الموجدة . تقول : عتبت على فلان عتبا ومعتبة ، أي وجدت عليه . ثم يشتق منها فيقال : أعتبني ، أي ترك ما كنت أجد عليه ورجع إلى مسرتي ; وهو معتب راجع عن الإساءة . وأنشد :
[ ص: 227 ] عتبت على جمل ولست بشامت بجمل وإن كانت بها النعل زلت
ويقولون : أعطاني العتبى ، أي أعتبني . ولك العتبى ، أي أعطيتك العتبى . والتعتب ، إذا قال هذا وهذا يصفان الموجدة . وكذلك المعاتبة ، إذا لامك واستزادك قلت عاتبني . قال :
إذا ذهب العتاب فليس حب ويبقى الحب ما بقي العتاب
ويقال للرجل إذا طلب أن يعتب : قد استعتب . قال
أبو الأسود :
فعاتبته ثم راجعته عتابا رقيقا وقولا أصيلا
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا
وقال بعضهم : ما رأيت عند فلان عتبانا ، إذا أردت أنه أعتبك ولم تر لذلك بيانا .