( عدل ) العين والدال واللام أصلان صحيحان ، لكنهما متقابلان كالمتضادين : أحدهما يدل على استواء ، والآخر يدل على اعوجاج .
فالأول العدل من الناس : المرضي المستوي الطريقة . يقال : هذا عدل ، وهما عدل . قال
زهير :
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم هم بيننا فهم رضا وهم عدل
وتقول : هما عدلان أيضا ، وهم عدول ، وإن فلانا لعدل بين العدل والعدولة . والعدل : الحكم بالاستواء . ويقال للشيء يساوي الشيء : هو
[ ص: 247 ] عدله . وعدلت بفلان فلانا ، وهو يعادله . والمشرك يعدل بربه - تعالى عن قولهم علوا كبيرا - كأنه يسوي به غيره .
ومن الباب : العدلان : حملا الدابة ، سميا بذلك لتساويهما . والعديل : الذي يعادلك في المحمل . والعدل : قيمة الشيء وفداؤه . قال الله - تعالى - :
ولا يقبل منها عدل ، أي فدية . وكل ذلك من المعادلة ، وهي المساواة .
والعدل : نقيض الجور ، تقول : عدل في رعيته . ويوم معتدل ، إذا تساوى حالا حره وبرده ، وكذلك في الشيء المأكول . ويقال : عدلته حتى اعتدل ، أي أقمته حتى استقام واستوى . قال :
صبحت بها القوم حتى امتسك ت بالأرض تعدلها أن تميلا
ومن الباب : المعتدلة من النوق ، وهل الحسنة المتفقة الأعضاء . فأما قولهم لضرب من السفن : عدولية ، فقد يجوز أن يكون من القياس الذي قسناه ، لأنها لا تكون إلا مستوية معتدلة . على أن
الخليل زعم أنها منسوبة إلى موضع يقال له عدولى . قال
طرفة :
عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي
فأما الأصل الآخر فيقال في الاعوجاج : عدل . وانعدل ، أي انعرج . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
وإني لأنحي الطرف من نحو غيرها حياء ولو طاوعته لم يعادل
[ ص: 248 ]