صفحة جزء
( عرم ) العين والراء والميم أصل صحيح واحد ، يدل على شدة وحدة . يقال : عرم الإنسان يعرم عرامة ، وهو عارم . قال :


إني امرؤ يذب عن محارمي بسطة كف ولسان عارم



وفيه عرام ، إذا كان فيه ذلك . وعرام الجيش : شرته وحده وكثرته . قال :

[ ص: 293 ]

وليلة هول قد سريت وفتية     هديت وجمع ذي عرام ملادس



ولذلك يقال جيش عرمرم . وقد قلنا إنهم إذا أرادوا تفخيم أمر زادوا في حروفه . والعرمرم من عرم وعرر . قال :


أدارا بأجماد النعام عهدتها بها     نعما حوما وعزا عرمرما



وأما سيل العرم فيقال : العرمة : السكر ، وجمعها عرم . وهذا صحيح ، لأن الماء إذا سكر كان له عرام من كثرته . ومحتمل أن يكون العرمة الكدس المدوس الذي لم يذر ، يجعل كهيئة الأزج . فإن كان كذا فلأنه متكاثف كثير ، كالماء ذي العرام . فأما العرمة فالبياض يكون بمرمة الشاة ، يقال شاة عرماء - وهذا شاذ عن الأصل الذي ذكرناه - وأفعى عرماء . وممكن أن يكون من باب الإبدال ، كأن الراء بدل من لام ، كأنها علماء . وذلك يكون البياض كعلامة عليها ، وليس هذا ببعيد . قال :


أبا معقل لا تواطئنك بغاضتي     رءوس الأفاعي في مراصدها العرم



فأما قولهم إن العرم : الجرذ الذكر فمما لا معنى له ولا يعرج على مثله .

[ ص: 294 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية