صفحة جزء
( عسل ) العين والسين واللام ، الصحيح في هذا الباب أصلان ، وبعدهما كلمات إن صحت . فالأول [ من ] الأصلين دال على الاضطراب ، والثاني طعام حلو ، ويشتق منه . فالطعام العسل ، معروف . والعسالة : التي يتخذ فيها النحل العسل . والعاسل : صاحب العسل الذي يشتاره من موضعه يستخرجه . وقال :


وأري دبور شاره النحل عاسل



وعسل النحل تعسيلا . وفي تأنيث العسل قال :


بها عسل طابت يدا من يشورها



ومما حمل على هذا العسيلة . وفي الحديث : حتى يذوق عسيلتها وتذوق عسيلته إنما يراد به الجماع . ويقال خلية عاسلة ، وجنح عاسل ، أي كثير العسل . والجنح : شق في الجبل . وقال الهذلي :

[ ص: 314 ]

تنمى بها اليعسوب حتى أقرها     إلى مألف رحب المباءة عاسل



ويقال للذي يشتاره : عاسل . وفي الحديث : إذا أراد الله بعبد خيرا عسله ، وهو من هذا ، ومعناه طيب ذكره وحلاه في قلوب الناس بالصالح من العمل . من قولك عسلت الطعام ، أي جعلت فيه عسلا . وفلان معسول الخلق ، أي طيبه . وعسلت فلانا : جعلت زاده العسل . والعرب تقول : " فلان ما يعرف له مضرب عسلة " ، أي لا يعرف له أصل . ومثله " لا يعرف له منبض عسلة " .

والأصل الثاني : العسلان ، وهو شدة اهتزاز الرمح إذا هززته . يقال : عسل يعسل عسلانا ، كما يعسل الذئب ، إذا مضى مسرعا . والذئب عاسل ، والجمع عسل وعواسل . ويقال رمح عسال . وقال :


كل عسال إذا هز عسل



وقال في الذئب :


عسلان الذئب أمسى قاربا     برد الليل عليه فنسل



وعسل الماء ، إذا ضربته الريح فاضطرب . وأنشد :


حوضا كأن ماءه إذا عسل



والدليل يعسل في المفازة ، إذا أسرع . وقال في ذلك :


عسلت بعيد النوم حتى تقطعت     نفانفها والليل بالقوم مسدف



[ ص: 315 ] وقال أبو عبيدة : يقال فرس عاسل ، إذا اضطربت معرفته في سيره ، وخفق رأسه واطرد متنه . هذا هو الصحيح غير المشكوك فيه ، ومما قاله وما ندري كيف صحته ، بل إلى البطلان أقرب : العسيل : قضيب الفيل . وزعموا أن العسيل مكنسة العطار يكسح بها الطيب . وينشدون :


كناحت يوما صخرة بعسيل



التالي السابق


الخدمات العلمية