صفحة جزء
( غبط ) الغين والباء والطاء أصل صحيح له ثلاثة وجوه : أحدها دوام الشيء ولزومه ، [ والآخر الجس ] ، والآخر نوع من الحسد .

فالأول قولهم : أغبطت عليه الحمى ، أي دامت . وأغبطت الرحل على ظهر البعير ، إذا أدمته عليه ولم تحطه عنه . ولذلك سمي الرحل غبيطا ، والجمع غبط . قال الحارث بن وعلة :


أم هل تركت نساء الحي ضاحية في قاعة الدار يستوقدن بالغبط

ومن هذا الغبطة : حسن الحال ودوام المسرة والخير .

والأصل الآخر الغبط ، يقال : غبطت الشاة ، إذا جسستها بيدك تنظر بها سمن . قال :


إني وأتيي بجيرا حين أسأله     كالغابط الكلب يرجو الطرق في الذنب


ومن هذا الباب : الغبيط : أرض مطمئنة ، كأنها غبطت حتى اطمأنت .

[ ص: 411 ] والثالث الغبط ، وهو حسد يقال إنه غير مذموم ، لأنه يتمنى ولا يريد زوال النعمة من غيره ، والحسد بخلاف هذا . وفي الدعاء . " اللهم غبطا لا هبطا " ، ومعناه اللهم [ نسألك أن ] نغبط ولا نهبط ، أي لا نحط .

التالي السابق


الخدمات العلمية