صفحة جزء
( فلج ) الفاء واللام والجيم أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على فوز وغلبة ، والآخر على فرجة بين الشيئين المتساويين .

فالأول : قولهم : فلج الرجل على خصمه ، إذا فاز : والسهم الفالج : الفائز . والرجل [ الفالج ] : الفائز . والاسم الفلج . ومن أمثال العرب : " أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة " قالوا : معناه أنا منه بريء . وتفسير هذا أنه إذا خلا منه [ ص: 449 ] فقد فاز ، أي نجا منه . وخلاوة ، من خلا يخلو . وقال علي - عليه السلام - : " إن المرء المسلم لم يغش دناءة يخشع إذا ذكرت له ، وتغري به لئام الناس ، كالياسر الفالج ، ينتظر فوزة من قداحه " .

والأصل الآخر : الفلج في الأسنان : تباعد ما بين الثنايا والرباعيات . وقال أبو بكر : " رجل أفلج الأسنان ، وامرأة فلجاء الأسنان ، لا بد من ذكر الأسنان " . فأما الفلج في اليدين فقال أبو عبيد : الأفلج : الذي اعوجاجه في يديه ، فإن كان في رجليه فهو فحج . وهذا هو القياس الأول ; لأن اليد إذا اعوجت فلا بد أن تتجافى وتتباعد .

ومن الباب : الفالج : الجمل ذو السنامين ، وسمي للفرجة بينهما . وفرس أفلج : متباعد ما بين الحرقفتين . وكل شيء شققته فقد فلجته فلجين ، أي نصفين .

قال ابن دريد : " وإنما قيل فلج الرجل لأنه ذهب نصفه " . ويقال لشقة الثوب : فليجة : والفلج : النهر ، وسمي بذلك لأنه فلج ، أي كأن الماء شقه شقا فصار فرجة . فأما الفلوجة فالأرض المصلحة للزرع ، والجمع فلاليج . وأما الحديث : " أنهما فلجا الجزية " ، فإنه يريد قسماها ، وسمي ذلك فلجا لأنه تفريق .

[ ص: 450 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية