صفحة جزء
باب الباء والقاف وما يثلثهما في الثلاثي

( بقل ) الباء والقاف واللام أصل واحد ، وهو من النبات ، وإليه ترجع فروع الباب كله .

قال الخليل : البقل من النبات ما ليس بشجر دق ولا جل . وفرق ما بين البقل ودق الشجر بغلظ العود وجلته ، فإن الأمطار والرياح لا تكسر عيدانها ، تراها قائمة أكل ما أكل وبقي ما بقي . قال الخليل : ابتقل القوم : إذا رعوا البقل ، والإبل تبتقل وتتبقل تأكل البقل . قال أبو النجم :


تبقلت في أول التبقل

قال الخليل : أبقلت الأرض وبقلت : إذا أنبتت البقل ، فهي مبقلة . والمبقلة والبقالة ذات البقل .

قال أبو الطمحان في مكان باقل :


تربع أعلى عرعر فنهاءه     فأسراب مولي الأسرة باقل

[ ص: 275 ] قال الفراء : أرض بقلة وبقيلة ، أي : كثيرة البقل .

قال الشيباني : بقل الحمار : إذا أكل البقل يبقل . قال بعضهم : أبقل المكان ذو الرمث . ثم يقولون باقل ، ولا نعلمهم [ يقولون ] بقل المكان ، يجرونها مجرى أعشب البلد فهو عاشب ، وأورس الرمث فهو وارس . قال أبو زياد : البقل اسم لكل ما ينبت أولا . ومنه قيل لوجه الغلام أول ما ينبت : قد بقل يبقل بقولا وبقلا . وبقل ناب البعير ، أي : طلع .

قال الشيباني : ولا يسمى الخلا بقلا إلا إذا كان رطبا . قال الخليل : الباقل ما يخرج في أعراض الشجر إذا دنت أيام الربيع وجرى فيها الماء رأيت في أعراضها شبه أعين الجراد قبل أن يستبين ورقه ، فذلك الباقل . وقد أبقل الشجر . ويقال عند ذلك : صار الشجر بقلة واحدة . قال أبو زيد : يقال للرمث أول ما ينبت باقل ، وذلك إذا ضربه المطر حتى ترى في أفنانه مثل رءوس النمل ، وهو خير ما يكون ، ثم يكون حانطا ، ثم وارسا ، فإذا جاز ذلك فسد وانتهت عنه الإبل .

فأما باقل فرجل ضرب به المثل في العي .

التالي السابق


الخدمات العلمية