صفحة جزء
( فوق ) الفاء والواو والقاف أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على علو ، والآخر على أوبة ورجوع .

فالأول الفوق ، وهو العلو . ويقال : فلان فاق أصحابه يفوقهم ، إذا علاهم وأمر فائق ، أي مرتفع عال .

وأما الآخر ففواق الناقة ، وهو رجوع اللبن في ضرعها بعد الحلب . تقول : ما أقام عنده إلا فواق ناقة . واسم المجتمع من الدر : فيقة ، والأصل فيه الواو . قال الأعشى :


حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت جاءت لترضع شق النفس لو رضعا



وفي بعض الحديث في ذكر القرآن : " أتفوقه تفوق اللقوح " معناه لا أقرأ جزئي مرة واحدة لكن شيئا بعد شيء . شبهه بفواق الدرة . يقال فواق وفواق قال الله - تعالى - : ما لها من فواق ، أي ما لها من رجوع ولا مثنوية ولا ارتداد . وقال غيره : ما لها من نظرة . والمعنيان قريبان . ويقولون : أفاق [ ص: 462 ] السكران يفيق ، وذلك من أوبة عقله إليه . والأفاويق : ما اجتمع من الماء في السحاب .

ومن الباب الفوق : فوق السهم وسمي لأن الوتر يجعل كأنه قد رد فيه ، والجمع أفواق . ويقولون : فقى ، وهو مقلوب . ويقال سهم أفوق ، إذا انكسر فوقه .

ومما شذ عن هذين الأصلين قولهم : هو يفوق بنفسه . وهذا من باب الإبدال وإنما أصله يسوق ، والفاء بدل من السين ، وذلك إذا جاد بنفسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية