صفحة جزء
( فيض ) الفاء والياء والضاد أصل صحيح واحد يدل على جريان الشيء بسهولة ، ثم يقاس عليه . من ذلك فاض الماء يفيض . ويقال : أفاض إناءه ، إذا ملأه حتى فاض . وأفاض دموعه . ومنه : أفاض القوم من عرفة ، إذا دفعوا ، وذلك كجريان السيل . قال الله - تعالى : ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس . وأفاض القوم في الحديث ، إذا اندفعوا فيه . قال - سبحانه : إذ تفيضون فيه . ومنه : أفاض بالقداح ، إذا ضرب بها ، كأنه أجراها من يده . قال :


وكأنهن ربابة وكأنه يفيض على القداح ويصدع



ويقال : أفاض البعير بجرته ، إذا دفع بها من صدره . قال :


وأفضن بعد كظومهن بجرة     من ذي الأباطح إذ رعين حقيلا



[ ص: 466 ] وأرض ذات فيوض ، إذا كان فيها ماء يفيض . وأعطى فلان فلانا غيضا من فيض ، أي قليلا من كثير .

قال الأصمعي : ونهر البصرة وحده يسمى الفيض .

ومن الباب : فاض الرجل ، إذا مات . قال :


ففقئت عين وفاضت نفس



قال : وسمعت مشيخة فصحاء من ربيعة بن مالك يقولون : فاضت نفسه ، بالضاد ، وسمعت شيخا منهم ينشد :


وكدت لولا أجل تأخرا     تفيض نفسي إذا زهاهم زمرا



التالي السابق


الخدمات العلمية