صفحة جزء
( بقع ) الباء والقاف والعين أصل واحد ترجع إليه فروعها كلها ، وإن كان في بعضها بعد فالجنس واحد ، وهو مخالفة الألوان بعضها بعضا ، وذلك مثل الغراب الأبقع ، وهو الأسود في صدره بياض . يقال غراب أبقع ، وكلب أبقع وقال بعضهم للحجاج في خيل ابن الأشعث : رأيت قوما بقعا . قال : ما البقع ؟ قال : رقعوا ثيابهم من سوء الحال .

وفي الحديث : يوشك أن يستعمل عليكم بقعان أهل الشام .

قال أبو عبيد : الروم والصقالبة ، وقصد باللفظ البياض . قال الخليل : البقعة قطعة من الأرض على غير هيئة التي إلى جنبها ، وجمعها بقاع وبقع . أبو زيد : هي البقعة أيضا بفتح الباء . أبو عبيدة : الأبقع من الخيل الذي يكون في جسده بقع متفرقة مخالفة للونه . قال أبو حنيفة : البقعاء من الأرضين التي يصيب بعضها المطر ولم يصب البعض . وكذلك مبقعة ، يقال أرض بقعة إذا كان فيها بقع من نبت ، وقيل هي الجردة التي لا شيء فيها ، والأول أصح .

ابن الأعرابي : البقعاء من الأرض المعزاء ذات الحصى والحجارة . قال الخليل :

[ ص: 282 ] البقيع من الأرض موضع فيه أروم شجر من ضروب شتى . وبه سمي بقيع الغرقد بالمدينة . أبو زيد : كل جو من الأرض وناحية بقيع . قال :


ورب بقيع لو هتفت بجوه أتاني كريم ينغض الرأس مغضيا

وفي المثل : " نجى حمارا بالبقيع سمنه " . والباقعة : الداهية . يقال بقعتهم باقعة ، أي داهية ، وذلك أنه أمر يلصق حتى [ يذهب ] أثره . قال ابن الأعرابي : سنة بقعاء ، أي مجدبة .

قال أبو عبيدة : بنو البقعاء بنو هاربة بن ذبيان ، وأمهم البقعاء بنت سلامان بن ذبيان . ولهم يقول بشر :


ولم نهلك لمرة إذ تولوا     فساروا سير هاربة فغاروا

قال أبو المنذر : يقال لهاربة " البقعاء " ، وهم قليل . قال : " ولم أر هاربيا قط " . وفيهم يقول الحصين بن حمام :


وهاربة البقعاء أصبح جمعها     أمام جموع الناس جمعا مقدما

وقال بعضهم : بقعاء قرية من قرى اليمامة . قال :


ولكن قد أتاني أن يحيى     يقال عليه في بقعاء شر
فقلت له تجنب كل شيء     يعاب عليك إن الحر حر

[ ص: 283 ] قال ابن السكيت : يقال بقع فلان بكلام سوء ، أي رمي . وهو في الأصل الذي ذكرناه . فأما قولهم : ابتقع لونه ، فيجوز أن يكون من هذا ، ويجوز أن يكون من باب الإبدال ; لأنهم يقولون امتقع لونه . قال الكسائي : إذا تغير اللون من حزن يصيب صاحبه أو فزع قيل ابتقع .

قال ابن الأعرابي : يقال لا أدري أين سقع وبقع ، أي أين ذهب . قال غيره : يقال بقع في الأرض بقوعا ، إذا خفي فذهب أثره . قال بعض الأعراب : البقعة من الرجال ذو الكلام الكثير الذاهب في غير مذهبه ، وهو الذي يرمي بالكلام لم يعلم له أول ولا آخر . قال بعضهم : بقع الرجل إذا حلف له حلفا . وعام أبقع وأربد ، إذا لم يكن فيه مطر .

التالي السابق


الخدمات العلمية