صفحة جزء
( بكوء ) الباء والكاف والواو والهمزة أصلان : أحدهما البكاء ، والآخر نقصان الشيء وقلته .

فالأول بكى يبكي [ بكاء ] . قال الخليل : هو مقصور وممدود . وتقول : باكيت فلانا فبكيته ، أي كنت أبكي منه .

قال النحويون : من قصره أجراه مجرى الأدواء والأمراض ، ومن مده أجراه مجرى الأصوات كالثغاء والرغاء والدعاء . وأنشد في قصره ومده :


بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل

قال الأصمعي : بكيت الرجل وبكيته ، كلاهما إذا بكيت عليه ; وأبكيته صنعت به ما يبكيه . قال يعقوب : البكاء في العرب الذي ينسب إليه فيقال بنو البكاء ، هو عوف بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، سميه لأن أمه تزوجت بعد موت أبيه فدخل عوف المنزل وزوجها معها ، فظنه يريد قتلها ، فبكى أشد البكاء .

[ ص: 286 ] والأصل الآخر قولهم للناقة القليلة اللبن هي بكيئة ، وبكؤت تبكؤ بكاءة ممدودة . وأنشد :


يقال محبسها أدنى لمرتعها     ولو تعادى ببكء كل محلوب

يقول : محبسها في دار الحفاظ أقرب إلى أن تجد مرتعا مخصبا . قال أبو عبيد : فأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إنا معشر الأنبياء بكاء فإنهم قليلة دموعهم . وقال زيد الخيل :


وقالوا عامر سارت إليكم     بألف أو بكا منه قليل

فقوله بكا نقص ، وأصله الهمز ، من بكأت الناقة تبكأ ، إذا قل لبنها ، وبكؤت تبكؤ أيضا . وقال :


إنما لقحتنا خابية     جونة يتبعها برزينها
وإذا ما بكأت أو حاردت     فض عن جانب أخرى طينها

وقال الأسعر الجعفي :


بل رب عرجلة أصابوا خلة     دأبوا وحارد ليلهم حتى بكا

قال : حارد قل فيه المطر ; وبكا ، مثله ، فترك الهمز .

[ ص: 287 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية