صفحة جزء
( فرق ) الفاء والراء والقاف أصيل صحيح يدل على تمييز وتزييل بين شيئين . من ذلك الفرق : فرق الشعر . يقال : فرقته فرقا . والفرق : القطيع [ ص: 494 ] من الغنم . والفرق : الفلق من الشيء إذا انفلق ، قال الله - تعالى : فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم .

ومن الباب : الفريقة ، وهو القطيع من الغنم ، كأنها قطعة فارقت معظم الغنم . قال الشاعر :


وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا



ومن الباب : إفراق المحموم من حماه ، وإنما يكون كذا لأنها فارقته . وكان بعضهم يقول : لا يكون الإفراق إلا من مرض لا يصيب الإنسان إلا مرة واحدة كالجدري والحصبة وما أشبه ذلك . وناقة مفرق : فارقها ولدها بموت .

والفرقان : كتاب الله - تعالى - فرق به بين الحق والباطل . والفرقان : الصبح ، سمي بذلك لأنه به يفرق بين الليل والنهار ، ويقال لأن الظلمة تتفرق عنه . والأفرق : الديك الذي عرفه مفروق . والفرق في الخيل ، أن يكون أحد وركيه أرفع من الآخر . والفرق في فحولة الضأن : بعد ما بين الخصيين ، وفي الشاة : بعد ما بين الطبيين . والفارق : الخلفة تذهب في الأرض نادة من وجع المخاض فتنتج حيث لا يعلم مكانها ; والجمع فوارق وفرق . وسميت بذلك لأنها فارقت سائر النوق . وتشبه السحابة تنفرد عن السحاب بهذه الناقة ، فيقال : فارق . [ ص: 495 ] والفارق من الناس : الذي يفرق بين الأمور ، يفصلها . وفرق الصبح وفلقه واحد .

ومما شذ عن هذا الباب الفرق : مكيال من المكاييل ، تفتح فاؤه وتسكن . قال القتيبي : هو الفرق بفتح الراء ، وهو الذي جاء في الحديث : " ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام " ، ويقال إنه ستة عشر رطلا . وأنشد لخداش بن زهير :


يأخذون الأرش في إخوتهم     فرق السمن وشاة في الغنم



والفريقة : تمر يطبخ بحلبة يتداوى به . والفروقة : شحم الكليتين . قال :


يضيء لنا شحم الفروقة والكلى



والفروق : موضع ، كل ذلك شاذ عن الأصل الذي ذكرناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية