صفحة جزء
[ ص: 501 ] باب الفاء والزاء وما يثلثهما

( فزع ) الفاء والزاء والعين أصلان صحيحان ، أحدهما الذعر ، والآخر الإغاثة .

فأما الأول فالفزع ، يقال فزع يفزع فزعا ، إذا ذعر . وأفزعته أنا . وهذا مفزع القوم ، إذا فزعوا إليه فيما يدهمهم . فأما فزعت [ عنه ] فمعناه كشفت عنه الفزع . قال الله - تعالى : حتى إذا فزع عن قلوبهم . والمفزعة : المكان يلتجئ إليه الفزع . قال :


طويل طامح الطرف إلى مفزعة الكلب



والأصل الآخر الفزع : الإغاثة . قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للأنصار : إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلون عند الطمع . يقولون : أفزعته إذ رعبته ، وأفزعته ، إذا أغثته . وفزعت إليه فأفزعني ، أي لجأت إليه فزعا فأغاثني . وقال الشاعر في الإغاثة :


فقلت لكاس ألجميها فإنما     نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا



[ ص: 502 ] وقال آخر :


كنا إذا ما أتانا صارخ فزع     كان الصراخ له قرع الظنابيب



التالي السابق


الخدمات العلمية