صفحة جزء
[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب القاف

باب القاف وما بعدها في الثلاثي الذي يقال له المضاعف والمطابق

( قل ) القاف واللام أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على نزارة الشيء ، والآخر على خلاف الاستقرار ، وهو الانزعاج فالأول قولهم : قل الشيء يقل قلة فهو قليل ، والقل : القلة ، وذلك كالذل والذلة . وفي الحديث في الربا : " إن كثر فإنه إلى قل " . وأما القلة التي جاءت في الحديث ، فيقولون : إن القلة ما أقله الإنسان من جرة أو حب ، وليس في ذلك عند أهل اللغة حد محدود قال :


فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله

ويقال : استقل القوم ، إذا مضوا لمسيرهم ، وذلك من الإقلال أيضا ، كأنهم استخفوا السير واستقلوه . والمعنى في ذلك كله واحد . وقولنا في القلة ما أقله الإنسان فهو من القلة أيضا ، لأنه يقل عنده .

[ ص: 4 ] وأما الأصل الآخر فيقال : تقلقل الرجل وغيره ، إذا لم يثبت في مكان . وتقلقل المسمار : قلق في موضعه . ومنه فرس قلقل : سريع . ومنه قولهم : أخذه قل من الغضب ، وهو شبه الرعدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية