صفحة جزء
( قر ) القاف والراء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على برد ، والآخر على تمكن .

فالأول القر ، وهو البرد ، ويوم قار وقر . قال امرؤ القيس :


إذا ركبوا الخيل واستلأموا تحرقت الأرض واليوم قر

وليلة قرة وقارة . وقد قر يومنا يقر . والقرة : قرة الحمى حين يجد لها فترة وتكسيرا . يقولون : " حرة تحت قرة " ، فالحرة : العطش ، والقرة : قرة الحمى . وقولهم : أقر الله عينه ، زعم قوم أنه من هذا الباب ، وأن للسرور دمعة باردة ، وللغم دمعة حارة ، ولذلك يقال لمن يدعى عليه : أسخن الله عينه . والقرور : الماء البارد يغتسل به; يقال منه اقتررت .

والأصل الآخر التمكن ، يقال قر واستقر . والقر : مركب من مراكب النساء . وقال :

[ ص: 8 ]

على حرج كالقر تخفق أكفاني



ومن الباب [ القر ] : صب الماء في الشيء ، يقال قررت الماء . والقر : صب الكلام في الأذن .

ومن الباب : القرقر : القاع الأملس . ومنه القرارة : ما يلتزق بأسفل القدر ، كأنه شيء استقر في القدر .

ومن الباب عندنا - وهو قياس صحيح - الإقرار : ضد الجحود ، وذلك أنه إذا أقر بحق فقد أقره قراره . وقال قوم في الدعاء : أقر الله عينه : أي أعطاه حتى تقر عينه فلا تطمح إلى من هو فوقه . ويوم القر : يوم يستقر الناس بمنى ، وذلك غداة يوم النحر .

قلنا : وهذه مقاييس صحيحة كما ترى في البابين معا ، فأما أن نتعدى ونتحمل الكلام كما بلغنا عن بعضهم أنه قال : سميت القارورة لاستقرار الماء فيها وغيره ، فليس هذا من مذهبنا . وقد قلنا إن كلام العرب ضربان : منه ما هو قياس ، وقد ذكرناه ، ومنها ما وضع وضعا ، وقد أثبتنا ذلك كله . والله أعلم .

فأما الأصوات فقد تكون قياسا ، وأكثرها حكايات . فيقولون : قرقرت الحمامة قرقرة وقرقريرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية