( قط ) القاف والطاء أصل صحيح يدل على قطع الشيء بسرعة عرضا .
[ ص: 13 ] يقال : قططت الشيء أقطه قطا . والقطاط : الخراط الذي يعمل الحقق ، كأنه يقطعها . قال :
مثل تقطيط الحقق
والقطقط : الرذاذ من المطر ، لأنه من قلته كأنه متقطع . ومن الباب الشعر القطط ، وهو الذي ينزوي ، خلاف السبط ، كأنه قط قطا . يقال : قطط شعره ، وهو من الكلمات النادرة في إظهار تضعيفها . وأما القط فيقال إنه الصك بالجائزة .
فإن كان من قياس الباب فلعله من جهة التقطيع الذي في المكتوب عليه . قال
الأعشى :
ولا الملك النعمان يوم لقيته بغبطته يعطي القطوط ويأفق
وعلى هذا يفسر قوله تعالى :
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب كأنهم أرادوا كتبهم التي يعطونها من الأجر في الآخرة .
ومما شذ عن هذا الباب القطة : السنورة : يقال [ هو ] نعت لها دون الذكر .
فأما قط بمعنى حسب فليس من هذا الباب ، إنما ذاك من الإبدال ، والأصل قد ، قال
طرفة :
أخي ثقة لا ينثني عن ضريبة إذا قيل مهلا قال صاحبه قد
[ ص: 14 ] لكنهم أبدلوا الدال طاء فيقال : قطي وقطك وقطني . وأنشدوا :
امتلأ الحوض وقال قطني حسبي رويدا قد ملأت بطني
ويقولون : قطاط ، بمعنى حسبي . وقولهم : ما رأيت مثله قط ، أي أقطع الكلام في هذا ، بقوله على جهة الإمكان . ولا يقال ذلك إلا في الشيء الماضي .