صفحة جزء
( قلب ) القاف واللام والباء أصلان صحيحان : أحدهما يدل على خالص شيء وشريفه ، والآخر على رد شيء من جهة إلى جهة . فالأول القلب : قلب الإنسان وغيره ، سمي لأنه أخلص شيء فيه وأرفعه . وخالص كل شيء وأشرفه قلبه . ويقولون : عربي قلب . قال :

[ فلا ] تكثروا فيها الضجاج فإنني تخيرتها منهم زبيرية قلبا

والقلاب : داء يصيب البعير فيشتكي قلبه . والقلب من الأسورة : ما كان قلبا واحدا لا يلوى عليه غيره . وهو تشبيه بقلب النخلة . ثم شبه الحية بالقلب من الحلي فسمي قلبا . والقلب : نجم يقولون إنه قلب العقرب . [ و ] قلبت النخلة : نزعت قلبها . والأصل الآخر قلبت الثوب قلبا . والقلب : انقلاب الشفة ، وهي قلباء وصاحبها أقلب . وقلبت الشيء : كببته ، وقلبته بيدي تقليبا . ويقال : أقلبت الخبزة ، إذا حان لها أن تقلب . وقولهم : ما به قلبة ، قالوا : معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه . وأنشدوا :


ولم يقلب أرضها بيطار     ولا لحبليه بها حبار

أي لم يقلب قوائمها من علة بها . والقليب : البئر قبل أن تطوى; وإنما [ ص: 18 ] سميت قليبا لأنها كالشيء يقلب من جهة إلى جهة ، وكانت أرضا فلما حفرت صار ترابها كأنه قلب . فإذا طويت فهي الطوي . ولفظ القليب مذكر . والحول القلب : الذي يقلب الأمور ويحتال لها . والقياس في جميع ما ذكرناه واحد . فأما القليب والقلوب فيقال إنه الذئب . ويمكن أن يحمل على هذا القياس فيقال سمي بذلك لتقلبه في طلب مأكله . قال :


أيا جحمتا بكي على أم عامر     أكيلة قلوب بإحدى المذانب

.

التالي السابق


الخدمات العلمية