صفحة جزء
( أبل ) الهمزة والباء واللام بناء على أصول ثلاثة : [ على ] الإبل ، وعلى الاجتزاء ، وعلى الثقل ، و [ على ] الغلبة . قالالخليل : الإبل معروفة .

[ ص: 40 ] وإبل مؤبلة جعلت قطيعا قطيعا ، وذلك نعت في الإبل خاصة . ويقال للرجل ذي الإبل : آبل . قال أبو زيد : الإبل يقال لمسانها وصغارها ، وليس لها واحد من اللفظ ، والجمع آبال . قال :


قد شربت آبالهم بالنار والنار قد تشفي من الأوار

قال ابن الأعرابي : رجل آبل : إذا كان صاحب إبل ، وأبل بوزن فعل : إذا كان حاذقا برعيها ، وقد أبل يأبل . وهو من آبل الناس ، أي : أحذقهم بالإبل ، ويقولون : " هو آبل من حنيف الحناتم " . والإبلات الإبل . وأبل الرجل كثرت إبله فهو مؤبل ، ومال مؤبل في الإبل خاصة ، وهو كثرتها وركوب بعضها بعضا . وفلان لا يأتبل ، أي : لا يثبت على الإبل . وروى أبو علي الأصفهاني عن العامري قال : الأبلة كالتكرمة للإبل ، وهو أن تحسن القيام عليها ، وكان أبو نخيلة يقول : " إن أحق الأموال بالأبلة والكن ، أموال ترقأ الدماء ، ويمهر منها النساء ، ويعبد عليها الإله في السماء ، ألبانها شفاء ، وأبوالها دواء ، وملكتها سناء " ، قال أبو زيد : يقال : لفلان إبل ، أي : له مائة من الإبل ، جعل ذلك اسما للإبل المائة ، [ ص: 41 ] كهنيدة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مائة ليست فيها راحلة . قال الفراء : يقال : فلان يؤبل على فلان : إذا كان يكثر عليه . وتأويله التفخيم والتعظيم . قال :


جزى الله خيرا صاحبا كلما أتى     أقر ولم ينظر لقول المؤبل

قال : ومن ذلك سميت الإبل لعظم خلقها . قال الخليل : بعير آبل في موضع لا يبرح يجتزئ عن الماء . وتأبل الرجل عن المرأة كما يجتزئ الوحش عن الماء ، ومنه الحديث : تأبل آدم عليه السلام على ابنه المقتول أياما لا يصيب حواء . قال لبيد :


وإذا حركت غرزي أجمرت     أو قرابي عدو جون قد أبل

يعني حمارا اجتزأ عن الماء . ويقال منه : أبل يأبل ويأبل أبولا . قال العجاج :


كأن جلدات المخاض الأبال

قال ابن الأعرابي : أبلت تأبل أبلا : إذا رعت في الكلأ والكلأ [ الرطب و ] اليابس - فإذا أكلت الرطب فهو الجزء . وقال أبو عبيد : إبل أوابل ، وأبل ، وأبال ، أي : جوازئ . قال :

[ ص: 42 ]

به أبلت شهري ربيع كليهما

قال الأصمعي : إبل مؤبلة كثيرة ، كقولهم غنم مغنمة ، وبقر مبقرة . ويقال : هي المقتناة . قال ابن الأعرابي : ناقة أبلة ، أي : شديدة . ويقولون " ما له هابل ولا آبل " ، الهابل : المحتال المغني عنه ، والآبل : الراعي . قال الخليل في قول الله تعالى : طيرا أبابيل : أي : يتبع بعضها بعضا ، واحدها إبالة وإبول . قال الخليل : الأبيل من رؤوس النصارى ، وهو الأبيلي . قال الأعشى :


وما أيبلي على هيكل     بناه وصلب فيه وصارا

قال : يريد أبيلي ، فلما اضطر قدم الياء ، كما يقال : أينق والأصل أنوق .

قال عدي :


إنني والله فاقبل حلفتي     بأبيل كلما صلى جأر

وقال بعضهم : تأبل على الميت حزن عليه . وأبلت الميت مثل أبنت . فأما قول القائل :


قبيلان ، منهم خاذل ما يجيبني     ومستأبل منهم يعق ويظلم

[ ص: 43 ] فيقال : إنه أراد بالمستأبل الرجل المظلوم . قال الفراء : الأبلات الأحقاد ، الواحدة أبلة . قال العامري : قضى أبلته من كذا ، أي : حاجته . قال : وهي خصلة شر ليست بخير . قال أبو زيد : يقال : ما لي إليك أبلة بفتح الألف وكسر الباء ، أي : حاجة . ويقال : أنا أطلبه بأبلة ، أي : ترة . قال يعقوب : أبلى موضع . قال الشماخ :


فبانت بأبلى ليلة ثم ليلة     بحاذة واجتابت نوى عن نواهما

ويقال : أبل الرجل يأبل أبلا : إذا غلب وامتنع . والأبلة : الثقل . وفي الحديث : كل مال أديت زكاته فقد ذهبت أبلته . والإبالة : الحزمة من الحطب .

التالي السابق


الخدمات العلمية