باب القاف والواو وما يثلثهما  
(  قوي     ) القاف والواو والياء أصلان متباينان ، يدل أحدهما على شدة وخلاف ضعف ، والآخر على خلاف هذا وعلى قلة خير .  
فالأول القوة ، والقوي : خلاف الضعيف . وأصل ذلك من القوى ،      
[ ص: 37 ] وهي جمع قوة من قوى الحبل . والمقوي : الذي أصحابه وإبله أقوياء . والمقوي : الذي يقوي وتره ، إذا لم يجد إغارته فتراكبت قواه . ورجل شديد القوى ، أي شديد أسر الخلق .  
فأما قولهم : أقوى الرجل في شعره ، فهو أن ينقص من عروضه قوة . كقوله :  
أفبعد مقتل  مالك بن زهير  يرجو النساء عواقب الأطهار  
والأصل الآخر : القواء : الأرض لا أهل بها . ويقال : أقوت الدار : خلت . وأقوى القوم : صاروا بالقواء والقي . ويقولون : بات فلان القواء وبات القفر ، إذا بات على غير طعم . والمقوي : الرجل الذي لا زاد معه . وهو من هذا ، كأنه قد نزل بأرض قي .  
ومما شذ عن هذا الأصل كلمة يقولونها : يقولون : اشترى الشركاء الشيء ثم اقتووه ، إذا تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه .