( قوس ) القاف والواو والسين أصل واحد يدل على تقدير شيء بشيء ، ثم يصرف فتقلب واوه ياء ، والمعنى في جميعه واحد . فالقوس : الذراع ، وسميت بذلك لأنه يقدر بها المذروع . [ وبها سميت القوس ] التي يرمى عنها . قال الله تعالى :
فكان قاب قوسين أو أدنى . قال أهل التفسير : أراد : ذراعين . والأقوس : المنحني الظهر . وقد قوس الشيخ ، أي انحنى كأنه قوس . قال
امرؤ القيس :
أراهن لا يحببن من قل ماله ولا من رأين الشيب منه وقوسا
وتقلب الواو لبعض العلل ياء فيقال : بيني وبينه قيس رمح ، أي قدره . ومنه القياس ، وهو تقدير الشيء بالشيء ، والمقدار مقياس . تقول : قايست الأمرين مقايسة وقياسا . قال :
يخزى الوشيظ إذا قال الصريح لهم عدوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييس
وجمع القوس قسي ، وأقواس ، [ وقياس ] . قال :
[ ص: 41 ] ووتر الأساور القياسا وحكى بعضهم أن القوس : السبق ، وأن أصل القياس منه; يقال : قاس بنو فلان بني فلان ، إذا سبقوهم ، وأنشد :
لعمري لقد قاس الجميع أبوكم
فهلا تقيسون الذي كان قائسا
وأصل ذلك كله الواو ، وقد ذكرناه .
ومما شذ عن هذا الباب القوس : ما يبقى في الجلة من التمر . والقوس : نجم . والمقوس : المكان تجرى منه الخيل ، يمد في صدورها بذلك الحبل لتتساوى ، ثم ترسل . فأما القوس فصومعة الراهب ، وما أراها عربية ، وقد جاءت في الشعر . قال :
. . . . . . . . . . . . كأنها عصا قس قوس لينها واعتدالها
وقال
جرير :
. . . . . . . . . ولو وقفت لاستفتنتني وذا المسحين في القوس
.