صفحة جزء
( قبل ) القاف والباء واللام أصل واحد صحيح تدل كلمه كلها على مواجهة الشيء للشيء ، ويتفرع بعد ذلك .

فالقبل من كل شيء : خلاف دبره ، وذلك أن مقدمه يقبل على الشيء . والقبيل : ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله . والدبير : ما أدبرت به . وذلك [ ص: 52 ] معنى قولهم : " ما يعرف قبيلا من دبير " . والقبلة سميت قبلة لإقبال الناس عليها في صلاتهم ، وهي مقبلة عليهم أيضا . ويقال : فعل ذلك قبلا ، أي مواجهة . وهذا من قبل فلان ، أي من عنده ، كأنه هو الذي أقبل به عليك . والقبال : زمام البعير والنعل . وقابلتها : جعلت لها قبالين ، لأن كل واحد منهما يقبل على الآخر .

وشاة مقابلة : قطعت من أذنها قطعة لم تبن وتركت معلقة من قدم . [ فإن كانت ] من أخر فهي مدابرة . والقابلة : الليلة المقبلة . والعام القابل : المقبل . ولا يقال منه فعل . والقابلة : التي تقبل الولد عند الولاد . والقبول من الرياح : الصبا ، لأنها تقابل الدبور أو البيت . وقبلت الشيء قبولا . والقبل في العين : إقبال السواد على المحجر ، ويقال بل هو إقباله على الأنف . والقبل : النشز من الأرض يستقبلك . تقول : رأيت بذلك القبل شخصا . والقبيل : الكفيل; يقال قبل به قبالة ، وذلك أنه يقبل على الشيء يضمنه . وافعل ذلك إلى عشر من ذي قبل ، أي فيما يستأنف من الزمان . ويقال : أقبلنا على الإبل ، إذا استقينا على رؤوسها وهي تشرب . [ و ] ذلك هو القبل . وفلان مقتبل الشباب : لم يبن فيه أثر كبر ولم يول شبابه . وقال :

[ ص: 53 ]

ليس بعل كبير لا شباب به لكن أثيلة صافي اللون مقتبل

والقابل : الذي يقبل دلو السانية . قال :


وقابل يتغنى كلما قبضت     على العراقي يداه قائما دفقا

قال ابن دريد : القبلة : [ خرزة شبيهة بالفلكة تعلق في أعناق الخيل ] ، ويقال القبلة : شيء تتخذه الساحرة تقبل بوجه الإنسان على الآخر . وقبائل الرأس : شعبه التي تصل بينها الشؤون; وسميت ذلك لإقبال كل واحدة منها على الأخرى; وبذلك سميت قبائل العرب . وقبيل القوم : عريفهم . وسمي بذلك لأنه يقبل عليهم يتعرف أمورهم . قال :


أوكلما وردت عكاظ قبيلة     بعثوا إلي قبيلهم يتوسم

ونحن في قبالة فلان ، أي عرافته ، وما لفلان قبلة ، أي جهة يتوجه إليها ويقبل عليها . ويقولون : القبيل : جماعة من قبائل شتى ، والقبيلة : بنو أب واحد . وهذا عندنا قد قيل ، وقد يقال لبني أب واحد قبيل . قال لبيد :

[ ص: 54 ] وقبيل من عقيل صادق فأما قولهم : لا قبل لي به ، أي لا طاقة ، فهو من الباب ، أي ليس هو كما يمكنني الإقبال . فأما قبل الذي هو خلاف بعد ، فيمكن أن يكون شاذا عن الأصل الذي ذكرناه ، وقد يتمحل له بأن يقال هو مقبل على الزمان . وهو عندنا إلى الشذوذ أقرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية