( قرب ) القاف والراء والباء أصل صحيح يدل على خلاف البعد . يقال قرب يقرب قربا . وفلان ذو قرابتي ، وهو من يقرب منك رحما . وفلان قريبي ، وذو قرابتي . والقربة والقربى : القرابة . والقراب : مقاربة الأمر . وتقول : ما قربت هذا الأمر ولا أقربه ، إذا لم تشامه ولم تلتبس به . ومن الباب القرب ، وهي ليلة ورود الإبل الماء; وذلك أن القوم يسيمون الإبل وهم في ذلك
[ ص: 81 ] يسيرون نحو الماء ، فإذا بقي بينهم وبين الماء عشية عجلوا نحوه ، فتلك الليلة ليلة القرب . والقارب : الطالب الماء ليلا . قال
الخليل : ولا يقال ذلك لطالبه نهارا .
وقد صرفوا الفعل من القرب فقالوا : قربت الماء أقربه قربا . وذلك على مثال طلبت أطلب طلبا ، وحلبت أحلب حلبا . ويقولون : إن القارب : سفينة صغيرة تكون مع أصحاب السفن البحرية ، تستخف لحوائجهم; وكأنها سميت بذلك لقربها منهم . والقربان : ما قرب إلى الله تعالى من نسيكة أو غيرها .
ومن الباب : قربان الملك وقرابينه : وزراؤه وجلساؤه . وفرس مقربة ، وهي التي ترتاد وتقرب ولا تترك أن ترود . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : إنما يفعل ذلك بالإناث لئلا يقرعها فحل لئيم .
ويقال : قرب الفرس تقريبا ، وهو دون الحضر ، وقيل تقريب لأنه إذا أحضر كان أبعد لمداه . وله فيما يقال تقريبان : أدنى وأعلى . ويقال : أقربت الشاة ، دنا نتاجها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : ثوب مقارب ، إذا لم يكن جيدا . وهذا على معنى أنه مقارب في ثمنه غير بعيد ولا غال . وحكى غيره : ثوب مقارب : غير جيد ، وثوب مقارب : رخيص ، والقياس في كله واحد . وأما الخاصرة فهي القرب ، سميت لقربها من الجنب . وقال قوم : سميت تشبيها لها بالقربة . قالوا : وهذا قياس آخر ، إنما هو من أن يضم الشيء ويحويه . قالوا : ومنه القراب : قراب السيف ، والجمع قرب . قال الشاعر :
[ ص: 82 ] يا ربة البيت قومي غير صاغرة ضمي إليك رحال القوم والقربا
وقال الشاعر في القرب ، وهي الخاصرة :
وكنت إذا ما قرب الزاد مولعا بكل كميت جلدة لم توسف
مداخلة الأقراب غير ضئيلة كميت كأنها مزادة مخلف
.