( بهر ) الباء والهاء والراء أصلان : أحدهما الغلبة والعلو ، والآخر وسط شيء .
فأما الأول [ فقال ] أهل اللغة : البهر الغلبة . يقال ضوء باهر . ومن ذلك قولهم في الشتم : بهرا ، أي غلبة . قال :
وجدا لقومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها بهرا
يدعو عليهم . وقال
ابن أبي ربيعة :
ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد الرمل والحصى والتراب
فقال قوم : معناها بهرا لكم . وقال آخرون : معناها حبا قد غلب وبهر . وقال آخرون : معناه قلت ذلك معلنا غير كاتم له . قال : ومنه ابتهر فلان بفلانة أي شهر بها . ويقال ابتهر بالشيء شهر به وغلب عليه . ومنه القمر الباهر ، أي الظاهر . والعرب تقول : " الأزواج ثلاثة : زوج بهر ، وزوج دهر ، وزوج مهر " .
[ ص: 309 ] البهر يقال للذي يبهر العيون بحسنه ، ومنه من يجعل عدة للدهر ونوائبه ، ومنهم من ليس فيه إلا أن يؤخذ منه المهر .
وإلى هذا الباب يرجع قولهم : ابتهر فلان بفلانة . وقد يكون ما يدعى من ذلك كذبا . قال
تميم :
. . . حين تختلف العوالي وما بي إن مدحتهم ابتهار
أي لا يغلب في ذلك دعوة كذب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
قبيح بمثلي نعت الفتا ة إما ابتهارا وإما ابتيارا
و [ أما ] الأصل الآخر فقولهم لوسط الوادي ووسط كل شيء بهرة . ويقال ابهار الليل ، إذا انتصف . ومنه الحديث :
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سار ليلة حتى ابهار الليل . والأباهر في ريش الطائر . ومن بعض ذلك اشتقاق اسم بهراء .
فأما البهار الذي يوزن به فليس أصله عندي بدويا .