صفحة جزء
[ ص: 120 ] [ ص: 121 ] كتاب الكاف

باب الكاف وما بعدها في الثنائي أو المطابق

( كل ) الكاف واللام أصول ثلاثة صحاح . فالأول يدل على خلاف الحدة ، والثاني يدل على إطافة شيء بشيء ، والثالث عضو من الأعضاء .

فالأول كل السيف يكل كلولا وكلة . والكليل : السيف يكل حده . وربما قالوا في المصدر كلالة أيضا . وكذلك اللسان والطرف الكليلان . ويقال : أكل القوم ، إذا كلت إبلهم . وكلل فلان مثل نكل ، وقال قوم : كلل : حمل; وهذا خلاف الأول ، ولعله أن يكون من المتضادات . ومن الباب الكل : العيال ، قال الله تعالى : وهو كل على مولاه . ويقال : الكل : اليتيم; وسمي بذلك لإدارته . والإكليل : منزل من منازل القمر ، وهذا على التشبيه . والإكليل : السحاب يدور بالمكان . قال محمد بن يزيد : سمي الإكليل لإطافته بالرأس . فأما الكلالة فقال محمد : الكلالة هم الرجال الورثة ، كما قال أعرابي : " مالي كثير ، ويرثني كلالة متراخ نسبهم " . قال : وهو مصدر من تكلله النسب ، أي تعطف عليه ، فسموا بالمصدر . والعلماء يقولون في الكلالة أقوالا متقاربة . قالوا : الكلالة : بنو العم الأباعد ، كذا قال ابن الأعرابي : فأما غيره [ ص: 122 ] من أهل العلم فروى زهير عن جابر بن عامر ، قال : لما قال أبو بكر : " من مات وليس له ولد ولا والد فورثته كلالة " ضج علي منها ، ثم رجع إلى قوله . قال المبرد : والولد خارج من الكلالة . قال : والعرب تقول : لم يرثه كلالة ، أي لم يرثه عن عرض بل عن قرب واستحقاق ، كما قال الفرزدق :


ورثتم قناة الملك غير كلالة عن ابني مناف عبد شمس وهاشم

وأما الآخر فالكلكل : الصدر . ومحتمل أن يكون هذا محمولا على الذي قبله ، كأن الصدر معطوف على ما تحته .

ومما شذ عن الباب الكلكل : القصير . وانكلت المرأة ، إذا ضحكت تنكل . فأما كل فهو اسم موضوع للإحاطة مضاف أبدا إلى ما بعده . وقولهم الكل وقام الكل فخطأ ، والعرب لا تعرفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية