صفحة جزء
( كف ) الكاف والفاء أصل صحيح يدل على قبض وانقباض . من ذلك الكف للإنسان ، سميت بذلك لأنها تقبض الشيء . ثم تقول : كففت فلانا عن الأمر وكفكفته . ويقال للرجل يسأل الناس : هو يستكف ويتكفف . الأصل هذا ، ثم يفرقون بين الكلمات تختلف في بعض المعنى والقياس واحد [ ص: 130 ] كان الأصمعي يقول : كل ما استطال فهو كفة بضم الكاف [ نحو كفة ] الثوب ونحوه وهو حاشيته ، وإنما [ قيل لها ] كفة لأنها مكفوفة ، وكذلك كفة الرمل . قال : وكل ما استدار فهو كفة ، نحو كفة الميزان وكفة الصائد ، وهي حبالته . والكلمتان وإن اختلفتا في الذي قاله الأصمعي فقياسهما واحد . والمكفوف : الأعمى . فأما الكفف في الوشم ، فهي دارات تكون فيه . ويقال : استكف القوم حول الشيء ، إذا داروا به ناظرين إليه . قال ابن مقبل :

بدا والعيون المستكفة تلمح

فأما قول حميد :

إلى مستكفات لهن غروب

فقال قوم : هي العيون . وقال قوم : هي إبل مجتمعة . والغروب : الظلال . واستكففت الشيء ، وهو أن تضع يدك على حاجبيك كالذي يستظل من الشمس ينظر إلى شيء هل يراه ، وإنما سمي استكفافا لوضعه كفه على حاجبه . ويقولون : لقيته كفة كفة ، إذا فاجأته ، كأن كفك مست كفه . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية