صفحة جزء
باب الكاف والذال وما يثلثهما

( كذب ) الكاف والذال والباء أصل صحيح يدل على خلاف الصدق . وتلخيصه أنه لا يبلغ نهاية الكلام في الصدق . من ذلك الكذب خلاف الصدق . كذب كذبا . وكذبت فلانا : نسبته إلى الكذب ، وأكذبته : [ ص: 168 ] وجدته كاذبا . ورجل كذاب وكذبة . ثم يقال : حمل فلان ثم كذب وكذب ، أي لم يصدق في الحملة . وقال أبو دواد :


قلت لما نصلا من قنة كذب العير وإن كان برح

وزعموا أنه يقال كذب لبن الناقة : ذهب . وفيه نظر ، وقياسه صحيح . ويقولون ما كذب فلان أن فعل كذا ، أي ما لبث ، وكل هذا من أصل واحد . فأما قول العرب : كذب عليك كذا ، وكذبك كذا ، بمعنى الإغراء ، أي عليك به ، أو قد وجب عليك ، كما جاء في الحديث : " كذب عليكم الحج " ، أي وجب فكذا جاء عن العرب . وينشدون في ذلك شعرا كثيرا منه قوله :


وذبيانية وصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف

وقول الآخر :


كذبت عليكم أوعدوني وعللوا     بي الأرض والأقوام قردان موظبا

وما أحسب ملخص هذا وأظنه [ إلا ] من الكلام الذي درج ودرج أهله ومن كان يعلمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية