صفحة جزء
( كفر ) الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد ، وهو الستر والتغطية . يقال لمن غطى درعه بثوب : قد كفر درعه . والمكفر : الرجل المتغطي بسلاحه . فأما قوله :


حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

فيقال : إن الكافر : مغيب الشمس . ويقال : بل الكافر : البحر . وكذلك فسر قول الآخر :


فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما     ألقت ذكاء يمينها في كافر

والنهر العظيم كافر ، تشبيه بالبحر . ويقال للزارع كافر ، لأنه يغطي الحب بتراب الأرض . قال الله تعالى : أعجب الكفار نباته . ورماد مكفور : سفت الريح التراب عليه حتى غطته . قال :

قد درست غير رماد مكفور

والكفر : ضد الإيمان ، سمي لأنه تغطية الحق . وكذلك كفران النعمة : جحودها وسترها . والكافور : كم العنب قبل أن ينور . وسمي كافورا لأنه كفر الوليع ، أي غطاه . قال : [ ص: 192 ]

كالكرم إذ نادى من الكافور

ويقال له الكفرى . فأما الكفرات والكفر فالثنايا من الجبال ، ولعلها سميت كفرات ، لأنها متطامنة ، كأن الجبال الشوامخ قد سترتها . قال :

تطلع رياه من الكفرات

والكفر من الأرض : ما بعد من الناس ، لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد . ومن حل به فهم أهل الكفور . ويقال : بل الكفور : القرى . جاء في الحديث " لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية