صفحة جزء
( لحن ) اللام والحاء والنون له بناءان يدل أحدهما على إمالة شيء من جهته ، ويدل الآخر على الفطنة والذكاء .

فأما اللحن بسكون الحاء فإمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية . يقال لحن لحنا . وهذا عندنا من الكلام المولد ، لأن اللحن محدث لم يكن في العرب العاربة الذين تكلموا بطباعهم السليمة . ومن هذا الباب قولهم : هو طيب اللحن ، وهو يقرأ بالألحان; وذلك أنه إذا قرأ كذلك أزال الشيء عن جهته الصحيحة بالزيادة والنقصان في ترنمه . ومنه أيضا : اللحن : فحوى الكلام ومعناه . قال الله تعالى : ولتعرفنهم في لحن القول . وهذا هو الكلام المورى به المزال عن جهة الاستقامة والظهور .

[ ص: 240 ] والأصل الآخر اللحن ، وهي الفطنة ، يقال لحن يلحن لحنا ، وهو لحن ولاحن . وفي الحديث : " لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " .

التالي السابق


الخدمات العلمية