صفحة جزء
( مثل ) الميم والثاء واللام أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء . وهذا مثل هذا ، أي نظيره ، والمثل والمثال في معنى واحد . وربما قالوا مثيل كشبيه . تقول العرب : أمثل السلطان فلانا : قتله قودا ، والمعنى أنه فعل به مثل ما كان فعله . والمثل : المثل أيضا ، كشبه وشبه . والمثل المضروب مأخوذ من هذا ، لأنه يذكر مورى به عن مثله في المعنى . وقولهم : مثل به ، إذا نكل ، هو من هذا أيضا ، لأن المعنى فيه أنه إذا نكل به جعل ذلك مثالا لكل من صنع [ ص: 297 ] ذلك الصنيع أو أراد صنعه . ويقولون : مثل بالقتيل : جدعه . والمثلات من هذا أيضا . قال الله تعالى : وقد خلت من قبلهم المثلات ، أي العقوبات التي تزجر عن مثل ما وقعت لأجله ، وواحدها مثلة كسمرة وصدقة . ويحتمل أنها التي تنزل بالإنسان فتجعل مثالا ينزجر به ويرتدع غيره . ومثل الرجل قائما : انتصب ، والمعنى ذاك ، لأنه كأنه مثال نصب . وجمع المثال أمثلة . والمثال : الفراش والجمع مثل ، وهو شيء يماثل ما تحته أو فوقه . وفلان أمثل بني فلان : أدناهم للخير ، أي إنه مماثل لأهل الصلاح والخير . وهؤلاء أماثل القوم ، أي خيارهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية