صفحة جزء
( نفس ) النون والفاء والسين أصل واحد يدل على خروج النسيم كيف كان ، من ريح أو غيرها ، وإليه يرجع فروعه . منه التنفس : خروج النسيم من الجوف . ونفس الله كربته ، وذلك أن في خروج النسيم روحا وراحة . والنفس : كل شيء يفرج به عن مكروب . وفي الحديث : " لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن " يعني أنها روح يتنفس به عن المكروبين . وجاء في ذكر الأنصار : " أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، يراد أن بالأنصار نفس عن الذين كانوا يؤذون من المؤمنين بمكة . ويقال للعين نفس . وأصابت فلانا نفس . والنفس : الدم ، وهو صحيح ، وذلك أنه إذا فقد الدم من بدن الإنسان فقد نفسه . والحائض تسمى النفساء لخروج دمها .

والنفاس : ولاد المرأة ، فإذا وضعت فهي نفساء . ويقال : ورثت هذا قبل أن ينفس فلان ، أي يولد . والولد منفوس . والنفاس أيضا : جمع نفساء . ويقال : كرع في الإناء نفسا أو نفسين . ويقال : للماء نفس ، وهذا على تسميته الشيء باسم غيره ، ولأن قوام النفس به . والنفس قوامها بالنفس . قال :

[ ص: 461 ]

تبيت الثلاث السود وهي مناخة على نفس من [ ماء ] ماوية العذب

ومن الاستعارة : تنفست القوس : انشقت . وشيء نفيس ، أي ذو نفس وخطر يتنافس به . والتنافس : أن يبرز كل واحد من المتبارزين قوة نفسه . وقولهم في الدباغ نفس ، هذا هو القياس ، أي يسير منه قدر ما يدبغ به الإهاب مرة ، شبهه في قلته بنفس يتنفس . وقياس الباب في هذا وفيما معناه واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية