باب الهاء والواو وما يثلثهما
( هوي ) الهاء والواو والياء : أصل صحيح يدل على خلو وسقوط . أصله الهواء بين الأرض والسماء ، سمي لخلوه . قالوا : وكل خال هواء . قال الله تعالى :
وأفئدتهم هواء ، أي خالية لا تعي شيئا ، ثم قال
زهير :
كأن الرحل منها فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء
ويقال هوى الشيء يهوي : سقط . وهاوية : جهنم ; لأن الكافر يهوي فيها . والهاوية : كل مهواة . والهوة : الوهدة العميقة . وأهوى إليه بيده ليأخذه ،
[ ص: 16 ] كأنه رمى إليه بيده إذا أرسلها . وتهاوى القوم في المهواة : سقط بعضهم في إثر بعض . ويقولون : الهوي ذهاب في انحدار ، والهوي في الارتفاع . قال
زهير في الهوي :
يشق بها الأماعز فهي تهوي هوي الدلو أسلمها الرشاء
وقال
الهذلي في الهوي :
وإذا رميت به الفجاج رأيته يهوي مخارمها هوي الأجدل
وهوت الطعنة : فتحت فاها تهوي ، وهو من الهواء : الخالي . وهوت أمه : شتم ، أي سقطت وهلكت . و " أمه هاوية " كما يقال : ثاكلة . والمهوى : بعد ما بين الشيئين المنتصبين ، حتى يقال ذلك لبعد ما بين المنكبين .
وأما الهوى : هوى النفس ، فمن المعنيين جميعا ، لأنه خال من كل خير ، ويهوي بصاحبه فيما لا ينبغي . قال الله تعالى في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام :
وما ينطق عن الهوى ، يقال منه هويت أهوى هوى . وأما المهاواة فذكر
أبو عمرو أنها الملاجة . وقال
أبو عبيد : شدة السير . وأنشد :
فلم تستطع مي مهاواتنا السرى ولا ليل عيس في البرين خواضع
[ ص: 17 ] والذي قاله
فصيح : أما الملاجة فلأن كل واحد منها يحب هوى صاحبه . وأما السير فلما في ذلك من الترامي بالأبدان عند السير .