صفحة جزء
( هجر ) الهاء والجيم والراء أصلان يدل أحدهما على قطيعة وقطع ، والآخر على شد شيء وربطه .

فالأول الهجر : ضد الوصل . وكذلك الهجران . وهاجر القوم من دار إلى دار : تركوا الأولى للثانية ، كما فعل المهاجرون حين هاجروا من مكة إلى المدينة . وتهجر الرجل وتمهجر : تشبه بالمهاجرين . وفي الحديث : هاجروا ولا تهجروا ، أي كونوا منهم . و [ قيل ] لا يقال تمهجروا ، والأول أصوب عندنا . والهجر والهجير والهاجرة : نصف النهار عند اشتداد الحر . وهجروا : ساروا [ ص: 35 ] في ذلك الوقت . وسميت هاجرة لأن الناس يستكنون في بيوتهم ، كأنهم قد تهاجروا . والهجير : يبيس النبت الذي كسرته الماشية ، وسمي لأن الراعي يهجره . قال :


ولم يبق بالخلصاء مما عنت من النبت إلا يبسها وهجيرها



ومن الباب الهجر : الهذيان . يقال هجر الرجل . والهجر : الإفحاش في المنطق ، يقال : أهجر الرجل في منطقه . قال :


كماجدة الأعراق قال ابن ضرة     عليها كلاما جار فيه وأهجرا

ورماه بالهاجرات ، وهي الفضائح ، وسمي هذا كله لأنه من المهجور الذي لا خير فيه . ويقولون : هذا شيء هجر ، أي لا نظير له ، كأنه من جودته ومباينته الأشياء قد هجرها . ويقولون : هذا أهجر من هذا ، أي أكرم . وقد يقال في كل شيء . قال :


وماء يمان دونه طلق هجر



يقولون : هو طلق لا طلق مثله .

والهجير : الحوض الكبير ، سمي لأنه شيء يقتطع للماء . قال :

[ ص: 36 ]

تفري الفري بالهجير الواسع



وقال :


ظلت تلوب رشقا هجيرها     لوب الرعايا لم يجئ أجيرها

التالي السابق


الخدمات العلمية