صفحة جزء
( أثف ) الهمزة والثاء والفاء يدل على التجمع والثبات . قال الخليل : تقول تأثفت بالمكان تأثفا ، أي : أقمت به ، وأثف القوم يأثفون أثفا : إذا استأخروا وتخلفوا . وتأثف القوم اجتمعوا . قال النابغة :

ولو تأثفك الأعداء بالرفد

، أي : تكنفوك فصاروا كالأثافي . والأثفية هي الحجارة تنصب عليها القدر ، وهي أفعولة من ثفيت ، يقال : قدر مثفاة . ويقولون مؤثفة ، والمثفاة أعرف وأعم . ومن العرب من يقول مؤثفاة بوزن مفعلاة في اللفظ ، وإنما هي مؤفعلة ، لأن أثفى يثفى على تقدير " أفعل يفعل " ولكنهم ربما تركوا ألف " أفعل يؤفعل " لأن " أفعل " أخرجت من حد الثلاثي بوزن الرباعي .

[ ص: 58 ] وقد جاء : كساء مؤرنب ، أثبتوا الألف التي كانت في أرنب ، وهي أفعل ، فتركوا في مؤفعل همزة . ورجل مؤنمل للغليظ الأنامل . قال :


وصاليات ككما يؤثفين

قال أبو عبيد : يقال : الإثفية أيضا بالكسرة . قال أبو زيد : الأثافي كواكب بحيال رأس القدر ، كأثافي القدر . والقدر أيضا كواكب مستديرة . قال الفراء : المثفاة سمة على هيئة الأثافي . ويقال : الأثافي أيضا . قال : ويقال : امرأة مثفاة ، أي : مات عنها ثلاثة أزواج ، ورجل مثفى تزوج ثلاث نسوة . أبو عمرو : أثفه يأثفه طلبه . قال : والأثف الذي يتبع القوم ، يقال : مر يأثفهم ويثفيهم ، أي : يتبعهم . قال أبو زيد : أثفه يأثفه طرده . قال ابن الأعرابي : بقيت من بني فلان أثفية خشناء : إذا بقي منهم عدد كثير وجماعة عزيزة . قال أبو عمرو : المؤثف من الرجال القصير العريض الكثير اللحم . وأنشد :


    ليس من القر بمستكين
مؤثف بلحمه سمين

التالي السابق


الخدمات العلمية