صفحة جزء
( ورق ) الواو والراء والقاف : أصلان يدل أحدهما على خير ومال ، وأصله ورق الشجر ، والآخر على لون من الألوان .

فالأول الورق ورق الشجر . والورق : المال ، من قياس ورق الشجر ، لأن الشجرة إذا تحات ورقها انجردت كالرجل الفقير . قال :

[ ص: 102 ]

إليك أدعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وثمر ورقي

والرقة من الدراهم ، وهو ذلك القياس غير أنه يفرق بينهما بالحركات .

قال أبو عبيد : الوارقة : الشجرة الخضراء الورق الحسنة . قال : فأما الوراق فخضرة الأرض من الحشيش ، وليس من الورق . قال :


كأن جيادهن برعن زم     جراد قد أطاع له الوراق

وورقت الشجر : أخذت ورقه . وقولهم أورق الصائد : لم يصد ، هو من الورق أيضا ، وذلك لأن الصائد يلقي حبالته ويغيب عنها ويأتيها بعد زمان وقد أعشبت الأرض وسقط الورق على الحبالة فلا يهتدي لها ، فلذلك يقال أورق ، أي صادف الورق قد غطى حبالته . ثم كثر هذا حتى قيل لكل من طلب حاجة ولم يصبها : قد أورق . والورقة ، بسكون الراء : أبنة في الغصن خفية . فأما الورقة التي هي قطعة من الدم فجمعها ورق ، هي على معنى التشبيه بالورق الذي يتساقط . والورق : الرجال الضعفاء ، شبهوا في ضعفهم بورق الشجر .

والأصل الآخر : الورقة : لون يشبه لون الرماد . وبعير أورق وحمامة ورقاء ، سميت للونها ، والرجل كذلك أورق . ويقولون : عام أورق ، إذا كان جدبا ، كأن لون الأرض لون الرماد . وسمي عام الرمادة لهذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية