صفحة جزء
( جرح ) الجيم والراء والحاء أصلان : أحدهما الكسب ، والثاني شق الجلد .

فالأول قولهم [ اجترح ] إذا عمل وكسب . قال الله عز وجل : أم حسب الذين اجترحوا السيئات . وإنما سمي ذلك اجتراحا لأنه عمل بالجوارح ، وهي الأعضاء الكواسب . والجوارح من الطير والسباع : ذوات الصيد .

وأما الآخر [ فقولهم ] جرحه بحديدة جرحا ، والاسم الجرح . ويقال جرح الشاهد إذا رد قوله بنثا غير جميل . واستجرح فلان إذا عمل ما يجرح من أجله .

فأما قول أبي عبيد في حديث عبد الملك : " قد وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا " إنه النقصان من الخير ، فالمعنى صحيح إلا أن اللفظ لا يدل عليه . والذي أراده عبد الملك ما فسرناه . أي إنكم ما تزدادون على الوعظ إلا ما يكسبكم الجرح والطعن عليكم ، كما تجرح الأحاديث . وقال أبو عبيد : يريد أنها كثيرة صحيحها قليل . والمعنى عندنا في هذا كالذي ذكرناه من قبل ، وهو أنها كثرت حتى أحوج أهل العلم بها إلى جرح بعضها ، أنه ليس بصحيح .

[ ص: 452 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية