صفحة جزء
( جنب ) الجيم والنون والباء أصلان متقاربان أحدهما : الناحية ، والآخر البعد .

فأما الناحية فالجناب . يقال هذا من ذلك الجناب ، أي الناحية . وقعد فلان جنبة ، إذا اعتزل الناس . وفي الحديث : عليكم بالجنبة فإنه عفاف .

ومن الباب الجنب للإنسان وغيره . ومن هذا الجنب الذي نهي عنه في الحديث : أن يجنب الرجل مع فرسه عند الرهان فرسا آخر مخافة أن يسبق فيتحول عليه . والجنب : أن يشتد عطش البعير حتى تلتصق رئته بجنبه . ويقال جنب يجنب . قال :


كأنه مستبان الشك أو جنب

والمجنب : الخير الكثير ، كأنه إلى جنب الإنسان . وجنبت الدابة إذا قدتها إلى جنبك . وكذلك جنبت الأسير . وسمي الترس مجنبا لأنه إلى جنب الإنسان .

وأما البعد فالجنابة . قال الشاعر :


فلا تحرمني نائلا عن جنابة     فإني امرؤ وسط القباب غريب

ويقال إن الجنب الذي يجامع أهله مشتق من هذا ; لأنه يبعد عما يقرب منه غيره ، من الصلاة والمسجد وغير ذلك .

ومما شذ عن الباب ريح الجنوب . يقال جنب القوم : أصابتهم ريح الجنوب ; وأجنبوا ، إذا دخلوا في الجنوب . وقولهم جنب القوم ، إذا قلت [ ص: 484 ] ألبان إبلهم . وهذا عندي ليس من الباب . وإن قال قائل إنه من البعد ، كأن ألبانها قلت فذهبت ، كان مذهبا ، وجنب قبيلة ، والنسبة إليها جنبي . وهو مشتق من بعض ما ذكرناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية