صفحة جزء
( أرض ) الهمزة والراء والضاد ثلاثة أصول ، أصل يتفرع وتكثر مسائله ، وأصلان لا ينقاسان بل كل واحد موضوع حيث وضعته [ ص: 80 ] العرب . فأما هذان الأصلان فالأرض الزكمة ، رجل مأروض ، أي : مزكوم . وهو أحدهما ، وفيه يقول الهذلي :


جهلت سعوطك حتى تخا ل أن قد أرضت ولم تؤرض

والآخر الرعدة ، يقال : بفلان أرض ، أي : رعدة ، قال ذو الرمة :


إذا توجس ركزا من سنابكها     أو كان صاحب أرض أو به موم

وأما الأصل الأول فكل شيء يسفل ويقابل السماء ، يقال لأعلى الفرس سماء ، ولقوائمه أرض . قال :


وأحمر كالديباج أما سماؤه     فريا وأما أرضه فمحول

سماؤه : أعاليه ، وأرضه : قوائمه . والأرض : التي نحن عليها ، وتجمع أرضين ، ولم تجئ في كتاب الله مجموعة . فهذا هو الأصل ثم يتفرع منه قولهم أرض أريضة ، وذلك إذا كانت لينة طيبة . قال امرؤ القيس :


بلاد عريضة وأرض أريضة     مدافع غيث في فضاء عريض

ومنه رجل أريض للخير ، أي : خليق له ، شبه بالأرض الأريضة . ومنه تأرض النبت : إذا أمكن أن يجز ، وجدي أريض : إذا أمكنه أن [ ص: 81 ] يتأرض النبت . والإراض : بساط ضخم من وبر أو صوف . ويقال : فلان ابن أرض ، أي : غريب . قال :


أتانا ابن أرض يبتغي الزاد بعدما

ويقال : تأرض فلان : إذا لزم الأرض . قال رجل من بني سعد :


وصاحب نبهته لينهضا     فقام ما التاث ولا تأرضا



التالي السابق


الخدمات العلمية