صفحة جزء
( حل ) الحاء واللام له فروع كثيرة ومسائل ، وأصلها كلها عندي فتح الشيء ، لا يشذ عنه شيء .

يقال حللت العقدة أحلها حلا . ويقول العرب : " يا عاقد اذكر حلا " . والحلال : ضد الحرام ، وهو من الأصل الذي ذكرناه ، كأنه من حللت الشيء ، إذا أبحته وأوسعته لأمر فيه .

وحل : نزل . وهو من هذا الباب لأن المسافر يشد ويعقد ، فإذا نزل حل ; يقال حللت بالقوم . وحليل المرأة : بعلها ; وحليلة المرء : زوجه . وسميا بذلك لأن كل واحد منهما يحل عند صاحبه .

قال أبو عبيد : كل من نازلك وجاورك فهو حليل . قال :


ولست بأطلس الثوبين يصبي حليلته إذا هدأ النيام

أراد جارته . ويقال سميت الزوجة حليلة لأن كل واحد منهما يحل إزار الآخر . والحلة معروفة ، وهي لا تكون إلا ثوبين . وممكن أن يحمل على الباب فيقال لما كانا اثنين كانت فيهما فرجة .

ومن الباب الإحليل ، وهو مخرج البول ، ومخرج اللبن من الضرع .

ومن الباب تحلحل عن مكانه ، إذا زال . قال :


ثهلان ذو الهضبات لا يتحلحل

[ ص: 21 ] والحلاحل : السيد ، وهو من الباب ليس بمنغلق محرم كالبخيل المحكم اليابس . والحلة : الحي النزول من العرب قال الأعشى :


لقد كان في شيبان لو كنت عالما     قباب وحي حلة وقبائل

والمحلة : المكان ينزل به القوم . وحي حلال نازلون . وحل الدين وجب . والحل ما جاوز الحرم . ورجل محل من الإحلال ، ومحرم من الإحرام . وحل وحلال بمعنى ; وكذلك في مقابلته حرم وحرام . وفي الحديث : " تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة وهما حلالان " . ورجل محل لا عهد له ، ومحرم ذو عهد . قال :


جعلن القنان عن يمين وحزنه     وكم بالقنان من محل ومحرم

وقال قوم : من محل يرى دمي حلالا ، ومحرم يراه حراما .

والحلان : الجدي يشق له عن بطن أمه . قال :


يهدي إليه ذراع الجفر تكرمة     إما ذبيحا وإما كان حلانا

وهو من الباب . وحللت اليمين أحللها تحليلا . وفعلت هذا تحلة القسم ، أي لم أفعل إلا بقدر ما حللت به قسمي أن أفعله ولم أبالغ . ومنه : لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم . يقول : بقدر ما يبر الله تعالى قسمه فيه من قوله : وإن منكم إلا واردها ، أي لا يردها إلا بقدر ما يحلل القسم ، [ ص: 22 ] ثم كثر هذا في الكلام حتى قيل لكل شيء لم يبالغ فيه تحليل ; يقال ضربته تحليلا ، ووقعت مناسم هذه الناقة تحليلا ، إذا لم تبالغ في الوقع بالأرض . وهو في قول كعب بن زهير :


وقعهن الأرض تحليل

فأما قول امرئ القيس :


كبكر المقاناة البياض بصفرة     غذاها نمير الماء غير محلل

ففيه قولان : أحدهما أن يكون أراد الشيء القليل ، وهو نحو ما ذكرناه من التحلة . والقول الآخر : أن يكون غير منزول عليه فيفسد ويكدر .

ويقال أحلت الشاة ، إذا نزل اللبن في ضرعها من غير نتاج . والحلال : متاع الرحل . قال الأعشى :


وكأنها لم تلق ستة أشهر     ضرا إذا وضعت إليك حلالها

كذا رواه القاسم بن معن ، ورواه غيره بالجيم .

والحلال : مركب من مراكب النساء . قال :


بعير حلال غادرته مجعفل

ورأيت في بعض الكتب عن سيبويه : هو حلة الغور ، أي قصده . وأنشد :

[ ص: 23 ]

سرى بعدما غار النجوم وبعدما     كأن الثريا حلة الغور منخل

أي قصده .

التالي السابق


الخدمات العلمية