صفحة جزء
( حب ) الحاء والباء أصول ثلاثة ، أحدها اللزوم والثبات ، والآخر الحبة من الشيء ذي الحب ، والثالث وصف القصر .

فالأول الحب ، معروف من الحنطة والشعير . فأما الحب بالكسر فبروز الرياحين ، الواحد حبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم : يخرجون من النار فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل .

قال بعض أهل العلم : كل شيء له حب فاسم الحب منه الحبة . فأما الحنطة والشعير فحب لا غير .

ومن هذا الباب حبة القلب : سويداؤه ، ويقال ثمرته .

ومنه الحبب وهو تنضد الأسنان . قال طرفة :


وإذا تضحك تبدي حببا كرضاب المسك بالماء الخصر

وأما اللزوم فالحب والمحبة ، اشتقاقه من أحبه إذا لزمه . والمحب : البعير الذي يحسر فيلزم مكانه . قال :


جبت نساء العالمين بالسبب     فهن بعد كلهن كالمحب

[ ص: 27 ] ويقال المحب بالفتح أيضا . ويقال أحب البعير إذا قام . قالوا : الإحباب في الإبل مثل الحران في الدواب . قال :


ضرب بعير السوء إذ أحبا

أي وقف . وأنشد ثعلب لأعرابية تقول لأبيها :


يا أبتا ويها أبه     حسنت إلا الرقبه
فزيننها يا أبه     حتى يجيء الخطبه


بإبل محبحبه

معناه أنها من سمنها تقف . وقد روي بالخاء " مخبخبه " ، وله معنى آخر ، وقد ذكر في بابه . وأنشد أيضا :


محب كإحباب السقيم وإنما     به أسف أن لا يرى من يساوره

وأما نعت القصر فالحبحاب : الرجل القصير . ومنه قول الهذلي :


دلجي إذا ما الليل ج     ن على المقرنة [ الحباحب

فالمقرنة : الجبال ] يدنو بعضها من بعض ، كأنها قرنت . والحباحب :

[ ص: 28 ] الصغار ، وهو جمع حبحاب . وأظن أن حباب الماء من هذا . ويجوز أن يكون من الباب الأول كأنها حبات . وقد قالوا : حباب الماء : معظمه في قوله :


يشق حباب الماء حيزومها بها     كما قسم الترب المفايل باليد

والحباحب : اسم رجل ، مشتق من بعض ما تقدم ذكره . ويقال إنه كان لا ينتفع بناره ، فنسبت إليه كل نار لا ينتفع بها . قال النابغة :


تقد السلوقي المضاعف نسجه     ويوقدن بالصفاح نار الحباحب

ومما شذ عن الباب الحباب ، وهو الحية . قالوا : وإنما قيل الحباب اسم شيطان لأن الحية شيطان . وأنشد :


تلاعب مثنى حضرمي كأنه     تمعج شيطان بذي خروع قفر

التالي السابق


الخدمات العلمية