صفحة جزء
( أري ) أما الهمزة والراء والياء فأصل يدل على التثبت والملازمة . قال الخليل : أري القدر ما التزق بجوانبها من مرق ، وكذلك العسل الملتزق بجوانب العسالة . قال الهذلي :


أري الجوارس في ذؤابة مشرف فيه النسور كما تحبى الموكب

[ ص: 88 ] يقول : نزلت النسور فيه لوعورته فكأنها موكب . قعدوا محتبين مطمئنين . وقال آخر :


مما تأتري وتتيع

أي : ما تلزق وتسيل . والتزاقه ائتراؤه . قال زهير :


يشمن بروقه ويرش أري ال     جنوب على حواجبها العماء

فهذا أري السحاب ، وهو مستعار من الذي تقدم ذكره . ومن هذا الباب التأري التوقع . قال :


لا يتأرى لما في القدر يرقبه     ولا يعض على شرسوفه الصفر

يقول : يأكل الخبز القفار ولا ينتظر غذاء القوم ولا ما في قدورهم . ابن الأعرابي : تأرى بالمكان أقام ، وتأرى عن أصحابه تخلف . ويقال : بينهم أري عداوة ، أي : عداوة لازمة ، وأري الندى : ما وقع من الندى على الشجر والصخر والعشب فلم يزل يلتزق بعضه ببعض . قال الخليل : آري الدابة معروف ، وتقديره فاعول . قال :


يعتاد أرباضا لها آري

[ ص: 89 ] قال أبو علي الأصفهاني : عن العامري التأرية أن تعتمد على خشبة فيها ثني حبل شديد فتودعها حفرة ثم تحثو التراب فوقها ثم يشد البعير ليلين وتنكسر نفسه . يقال : أر لبعيرك وأوكد له . والإيكاد والتأرية واحد ، وقد يكون للظباء أيضا . قال :


وكان الظباء العفر يعلمن أنه     شديد عرى الآري في العشرات

التالي السابق


الخدمات العلمية