صفحة جزء
( حرش ) الحاء والراء والشين أصل واحد يرجع إليه فروع الباب . وهو الأثر والتحزيز . فالحرش الأثر ومنه سمي الرجل حراشا . ولذلك يسمون الدينار أحرش لأن فيه خشونة . ويسمون الضب أحرش ; لأن في جلده خشونة وتحزيزا .

ومن هذا الباب حرشت [ الضب ] ، وذلك أن تمسح جحره وتحرك يدك حتى يظن أنها حية فيخرج ذنبه فتأخذه . وذلك المسح له أثر . فهو من القياس الذي ذكرناه . والحريش : نوع من الحيات أرقط . وربما قالوا حية حرشاء ، كما يقولون رقطاء قال :


بحرشاء مطحان كأن فحيحها إذا فزعت ماء هريق على جمر

والحرشاء : حبة تنبت شبيهة بالخردل . قال أبو النجم :


وانحت من حرشاء فلج خردله

فأما قولهم حرشت بينهم ، إذا أغريت وألقيت العداوة ، فهو من الباب ; لأن ذلك كتحزيز يقع في الصدور والقلوب .

ومن ذلك تسميتهم النقبة ، وهي أول الجرب يبدو ، حرشاء . يقال نقبة حرشاء ، وهي الباثرة التي لم تطل . وأنشد :

[ ص: 40 ]

وحتى كأني يتقي بي معبد     به نقبة حرشاء لم تلق طاليا

فأما قوله :


كما تطاير مندوف الحراشين

فيقال إنه شيء في القطن لا تديثه المطارق ، ولا يكون ذلك إلا لخشونة فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية