( حرم ) الحاء والراء والميم أصل واحد ، وهو المنع والتشديد . فالحرام : ضد الحلال . قال الله تعالى :
وحرام على قرية أهلكناها . وقرئت : وحرم . وسوط محرم ، إذا لم يلين بعد . قال
الأعشى :
تحاذر كفي والقطيع المحرما
والقطيع : السوط ، والمحرم الذي لم يمرن ولم يلين بعد . والحريم : حريم البئر ، وهو ما حولها ، يحرم على غير صاحبها أن يحفر فيه . والحرمان :
مكة والمدينة ، سميا بذلك لحرمتهما ، وأنه حرم أن يحدث فيهما أو يؤوى محدث . وأحرم الرجل بالحج ، لأنه يحرم عليه ما كان حلالا له من الصيد والنساء وغير ذلك . وأحرم الرجل : دخل في الشهر الحرام . قال :
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما فمضى ولم أر مثله مقتولا
ويقال المحرم الذي له ذمة . ويقال أحرمت الرجل قمرته ، كأنك حرمته ما طمع فيه منك . وكذلك حرم هو يحرم حرما ، إذا لم يقمر . والقياس واحد ،
[ ص: 46 ] كأنه منع ما طمع فيه . وحرمت الرجل العطية حرمانا ، وأحرمته ، وهي لغة ردية . قال :
ونبئتها أحرمت قومها لتنكح في معشر آخرينا
ومحارم الليل : مخاوفه التي يحرم على الجبان أن يسلكها . وأنشد
ثعلب :
والله للنوم وبيض دمج أهون من ليل قلاص تمعج
محارم الليل لهن بهرج حين ينام الورع المزلج
ويقال من الإحرام بالحج قوم حرم وحرام ، ورجل حرام . ورجل حرمي منسوب إلى الحرم . قال
النابغة :
لصوت حرمية قالت وقد رحلوا هل في مخفيكم من يبتغي أدما
والحريم : الذي حرم مسه فلا يدنى منه . وكانت العرب إذا حجوا ألقوا ما عليهم من ثيابهم فلم يلبسوها في الحرم ، ويسمى الثوب إذا حرم لبسه الحريم . قال :
كفى حزنا مري عليه كأنه لقى بين أيدي الطائفين حريم
ويقال بين القوم حرمة ومحرمة ، وذلك مشتق من أنه حرام إضاعته وترك حفظه . ويقال إن الحريمة اسم ما فات من كل هم مطموع فيه .
ومما شذ الحيرمة : البقرة .
[ ص: 47 ]