صفحة جزء
( حروى ) الحاء والراء وما بعدها معتل . أصول ثلاثة : فالأول جنس من الحرارة ، والثاني القرب والقصد ، والثالث الرجوع .

فالأول الحرو . من قولك وجدت في فمي حروة وحراوة ، وهي حرارة من شيء يؤكل كالخردل ونحوه . ومن هذا القياس حراة النار ، وهو التهابها . ومنه الحرة الصوت والجلبة .

وأما القرب والقصد فقولهم أنت حرى أن تفعل كذا . ولا يثنى على هذا اللفظ ولا يجمع . فإذا قلت حري قلت حريان وحريون وأحرياء للجماعة . وتقول هذا الأمر محراة لكذا . ومنه قولهم : هو يتحرى الأمر ، أي يقصده . ويقال إن [ ص: 48 ] الحرا مقصور : موضع البيض ، وهو الأفحوص . ومنه تحرى بالمكان : تلبث . ومنه قولهم نزلت بحراه وبعراه ، أي بعقوته .

والثالث : قولهم حرى الشيء يحري حريا ، إذا رجع ونقص . وأحراه الزمان . ويقال للأفعى التي كبرت ونقص جسمها حارية . وفي الدعاء عليه يقولون : " رماه الله بأفعى حارية " ، لأنها تنقص من مرور الزمان عليها وتحري ، فذلك أخبث . وفي الحديث : " لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل جسم أبي بكر يحري حتى لحق به " .

التالي السابق


الخدمات العلمية